توقيع ثقافي

ثقافة شعبية 2023/06/01
...

كاظم غيلان 


كتبت على صفحتي في فيسبوك وبلغة الحب وحده معبرا عن امتناني للصديقات والاصدقاء  الذين شاركوني بالحب وحده أيضا حفل توقيع الطبعة الجديدة من كتابي( مظفر النواب .. الظاهرة الاستثنائية ) الذي إقامته كافيه ( كهوة وكتاب) التي تبنى صاحبها الصديق العزيز ياسرعدنان الطباعة والاحتفالية

معا .

فرحت جدا وعبرت عن فرحي في ذلك المنشور اسهاما مني بأشاعة ثقافة الإصدار الثقافي وما يفتقر له احيانا من تقاليد .

الذي افرحني أكثر تلك المداخلات التي اختلفت واتفقت معي، وهكذا تقليد تحتاجه جدا هكذا احتفاليات، فهي تعيد للمؤلف صياغات معرفية جديدة، نقدية ، وتسهم أيضا في تعميق طقوس الحب .

ليس بالاطراء والمديح والتبجيل وحده يحتفى بالمثقف في اصدار كتابه، إنما بالاختلاف معه، فهنا تكمن عافيتنا الثقافية، نحن لسنا بأهل سياسة منافقة، هتافية، صرائخية، لأننا نمتلك غنى المعرفة، يقودنا الاختلاف إلى اتفاق مع خطابنا الثقافي وتشذيبه من غبار الزيف والتزوير . لاسيما ونحن نحرث في تجربة شاعر عرف، بل وامتاز بمجابهاته ووضوحه الذي دفع بالكبير عبد الواحد لؤلؤة لأن يصغه بـ ( شاعر الصراحة الفذ) فما الذي يمنعنا من صراحة رأينا 

النقدي ؟

لاشيء تماما يمنعنا، نحن نمنع أنفسنا من نعمة حرية رأينا النقدي، نحن من يكرس لغة المديح والأطراء ونرسيها ونجعل منها ثوابت .

ليس بالتصفيق وحده تنهض ثقافات الشعوب، إنما النقد، إنما المكاشفات التي تأتي لنا بالساطع من ضوء المحبة والمعرفة.

ان من المؤاخذات التي تقف بالضد من السائد في النقد 

( الصحفي ) هو العمل المقرف بقاعدة ( شيلني واشيلك) وارتفاع نسبة الاخوانيات والمجاملات التي من شأنها أن تدثر جواهر التجارب الثقافية .

لست بمن يدعي تأسيس ثقافة جديدة بقدر ما ادعو لأن تتحول حفلات توقيع الكتاب الثقافي إلى جلسات نقدية ترتفع بالكتاب لمصاف تنسجم مع اللب، مع الجوهر، فالكتاب ليس سطحا، ليس غلافا، انه العمق الذي لابد من محاورته بكل حب، بكل صراحة.

ألم تنجح تجارب الحب التي اعتمدت الصراحة ؟

لنحب، كي ننهض .