بألم وحسرة الإيزيديون ينتظرون أسرهم المختطفة

ريبورتاج 2023/06/05
...

 سندس عبد الوهاب 


ما زال الكثير من الأسر والمواطنين الإيزيديين ينتظرون بحسرة وألم وحزن معرفة مصير أفراد أسرهم وأقربائهم الذين اختطفتهم عصابات داعش الإرهابية عام 2014، الكثير من النازحين في مخيمات إقليم كردستان ينتظرون بفارغ الصبر مصير ذويهم المفقودين وهل ما زالوا على قيد الحياة أم قتلوا

؟ لا سيما النساء والبنات الإيزيديات والأطفال، وما هو مصير الرجال والأولاد؟

إذ يبلغ عدد النازحين الإيزيديين الموجودين حالياً في مخيمات إقليم كردستان 135 ألفاً و 860 نازحاً وعدد النازحين في مناطق متفرقة في مدن الإقليم 189 ألفاً و 337 نازحاً. 


الهروب

الشابة الإيزيدية حنيفة عباس التي استطاعت الهروب برفقة والديها من قريتهم الصغيرة القحطانية التابعة لقضاء سنجار باتجاه جبل سنجار أثناء دخول عصابات داعش الإرهابية في آب 2014، تتحدث عما حصل لأخواتها الأربع أثناء هروبهن برفقة أخيها بعد أن تم اختطافهن وسبيهن من قبل داعش في حديث لـ (الصباح)، "أيام مؤلمة عشناها لغاية وقتنا الحاضر، وقد أقسمت لوالدي قبل وفاته بأن أبذل قصارى جهدي لمعرفة مكان أخواتي وتحريرهن من العصابات الإرهابية، وبالفعل استطعت تحرير ثلاث منهن وتم دفع الكثير من الأموال لاسترجاعهن وحالياً بقيت واحدة فقط"، مبينة أنه "من خلال الصور استطعت معرفة مكانها في أحد المخيمات الحدودية مع سوريا وأحاول قدر الإمكان الوصول إليها في الفترة المقبلة". 

وأضافت أن "أختي ما زالت في المخيم، تم اختطافها وسبيها في عمر صغير، وما زالت قاصراً في حينها، ومن المؤكد أن داعش الإرهابية أثرت فيها من خلال معتقداتها وتفسيراتها وأجبرت على التخلي وترك دينها وزرعوا الخوف في داخلها من العودة إلى أهلها".  

وأكدت عباس "نطالب الجهات المختصة في الحكومة بالاسراع في إنقاذ المختطفات، فهناك الكثير من الحالات المشابهة لأختي وما زالت المختطفات وذووهن تقتلهم الحسرة والألم في انتظار الحصول على معلومة وإن كانت بسيطة يستطيعون من خلالها الوصول إليهن". 


التأهيل والعلاج النفسي

وأشارت عباس إلى "أن أخواتي اللاتي تم تحريرهن غادرن البلد مع والدتي وأخي الذي استطاع الهرب من داعش إلى ألمانيا من أجل العلاج والتأهيل النفسي ولن يعودوا مجدداً، منوهة "فضلت البقاء في الإقليم من أجل السعي لعودة أختي إلينا، وهناك اصرار في داخلي بالالتزام بالوعد والقسم الذي أقسمته لأبي رحمه الله قبل وفاته".


صمت حكومي

في الشأن ذاته، وحول ملف المختطفات وأعدادهن قال خيري بوزاني، مسؤول مكتب إنقاذ المختطفين الإيزيديين التابع لرئاسة إقليم كردستان في حديث لـ (الصباح)، "هناك صمت حكومي من قبل الحكومة الاتحادية بشأن ملف المختطفات والمختطفين الإيزيديين وليست هناك مساع في معرفة مصيرهم وتحريرهم واسترجاعهم، إذ يبلغ عدد المختطفين والمختطفات لغاية وقتنا الحاضر ألفين و 693 مختطفاً من كلا الجنسين وبأعمار مختلفة ولا يعرف مصيرهم، مع وجود مؤشرات بتواجدهم في المناطق التي تم تحريرها من التنظيم الإرهابي، وكذلك عدد منهم في مخيم الهول في سوريا ويتخوفون من التعريف بأنفسهم بأنهم من الإيزيدية، خوفاً من قتلهم من قبل أسر العصابات الإرهابية الموجودة في المخيم"، لافتاً "بعد تحرير محافظة نينوى بالكامل من سيطرة داعش، هناك العديد من الإيزيديات متواجدات في مناطق مختلفة من المدينة"، منوهاً أن هذه الإحصائيات معتمدة لدى الأمم المتحدة".


المقابر الجماعيَّة

وأوضح بوزاني أن "عدد المختطفين الذين استشهدوا من قبل عصابات داعش الإرهابية بشكل عام منذ سيطرتها على سنجار أكثر من 5000 شهيد، كما تم العثور على جثثهم في المقابر الجماعية، 162 شهيداً منهم 20 من الإناث و 142 من الذكور، وأن عدد المقابر الجماعية المكتشفة في قضاء سنجار لغاية وقتنا الحاضر 83 مقبرة إضافة إلى العشرات من مواقع المقابر الفردية وأن عدد الناجين من المقابر الجماعية 29 شخصاً، وكذلك فإن عدد الناجين من قبضة داعش الإرهابية 3 آلاف و 562 شخصاً منهم 1215 من النساء و 339 من الذكور و 1051 من الأطفال الإناث و 957 من الأطفال الذكور". 


العودة

وأشار بوزاني إلى أن "عدداً كبيراً من النازحين الإيزيديين حاولوا العودة إلى مناطقهم السكنية في قضاء سنجار ولكن بعد فترة قليلة يعودون إلى مخيمات الهجرة العكسية ويفضلون البقاء في المخيمات بسبب الوضع الأمني المتردي، وعدم وجود الخدمات الضرورية للعيش فيها". وبين بوزاني أنه "بالتعاون والتنسيق بين حكومة الإقليم والجهات المعنية والمختصة في حكومة ألمانيا تم ارسال ما يقارب 100 من النساء والفتيات إلى ألمانيا من أجل إعادة التأهيل النفسي بعد تحريرهن من العصابات الإرهابية وعودتهن إلى أسرهن".