بدور العامري
تصوير الصباح
غياب البرامج
كلما اقتربت العطلة الصيفية تبدأ تساؤلات أولياء الأمور عن كيفية استثمار هذه الفترة الزمنية بالشكل الذي يعود بالفائدة على طلبة المدارس بمختلف مراحلهم العمرية، بعيداً عن الآثار السلبية لأوقات الفراغ وقضاء ساعات طويلة أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية لغرض اللهو وهدر الوقت.
هناك من يضع خططاً وبرامج مسبقة قد يطبق بعضها والبعض الآخر يبرر اهدار العطلة الصيفية بدون جدوى لأسباب تتعلق بانشغال الوالدين في وظائفهم ومشاغل الحياة، إذ تقول أم تقى (35 عاماً) وهي أم لثلاثة أطفال في المرحلة الابتدائية بأنها تعاني من حيرة كبيرة تجاه أطفالها وكيفية قضاء العطلة الصيفية، وبحسب أم تقى التي تسكن في إحدى المناطق الشعبية التابعة لمدينة الصدر، فإن منطقتهم تفتقر إلى وجود أي نشاط مؤسساتي للتلاميذ يمكن أن يستفيد منه التلاميذ خلال العطلة واشغال أوقات فراغهم بأي نشاط منتج، مبينة أنها "قلقة على صحة أطفالها الجسدية والنفسية، ونتيجة لذلك وجد الأطفال وذووهم أنفسهم أمام حلين لا ثالث لهما أما الانزواء أمام شاشات الهاتف النقال والأجهزة اللوحية الأخرى لساعات طويلة أو الخروج إلى الشارع واللعب مع عشرات الأطفال مع مخاطر الشارع وعدم وجود بنية تحتية آمنة لهم".
وقت فراغ
وبحسب التربوي محمد صادق جراد فإن "الهدف الأساس من استثمار أوقات العطلة الصيفية من قبل طلبة المدارس هو القضاء على وقت الفراغ الذي سيظهر بعد نهاية الموسم الدراسي، إذ من المحتمل أن يتم استغلال هذا الوقت بأمور ذات مخاطر على المراهقين والشباب مثل مخالطة أصدقاء السوء والتسكع في الطرقات ما يوفر بيئة مناسبة للتأثير في عقول المراهقين والشباب بعد إدمانهم التدخين وتعاطي المخدرات وغيرها من مسالك الفساد والرذيلة"، كما يرى جراد أن العطلة الصيفية قد تحمل في أحد جوانبها نتائج سلبية إذا ما تم استثمارها بالشكل الصحيح، إذ ينساق البعض إلى اتباع ممارسات حياتية خاطئة مثل الكسل والجمود، لذلك كان لا بد للأسرة أن تقوم بمهمة الاستثمار الأمثل لهذا الوقت بالتعاون مع المؤسسات التربوية والاجتماعية والثقافية، وتأتي في مقدمتها المعسكرات الكشفية التي تقوم بها المدارس والنشاطات الفنية والثقافية والرياضية التي تتبناها مراكز الشباب ومؤسسات المجتمع المدني، من جانبها دعت المواطنة هيفاء محسن (38 عاماً) المدارس إلى ضرورة فتح دورات التقوية على المناهج لمن يكون مستواهم الدراسي منخفضاً أو لم يحققوا نتائج مرضية خلال العام الدراسي، إذ تقول هيفاء: "تعتبر العطلة الصيفية بمثابة فرصة لتحسين المستوى العلمي والدراسي لهؤلاء الطلاب عن طريق تزويدهم بمعلومات وملاحظات في عدد معين من المواد الدراسية، إذ يسهم هذا الشيء بتقليل الضغط الكبير على الطلبة من جهة كما يعمل في التخفيف من الأعباء المالية التي قد تثقل كاهل أسرهم من جهة أخرى".
الصفاء الذهني
التربوي نبيل الزر كوشي يؤكد أهمية الراحة الفكرية للطلاب خلال العطلة الصيفية وعدم ارهاقهم بالدورات التطويرية بالنسبة للمناهج الدراسية، كما هو حال معظم الطلاب خاصة من هم في المرحلة الإعدادية، إذ يعمد الأهل إلى ادخالهم بدورات التقوية للمناهج الدراسية للفصل المقبل، إذ يعتبر الزركوشي هذا الأمر يسبب الارهاق الفكري للطالب وقلة الشغف للدراسة، لأنه بحاجة إلى فترة صفاء ذهني وضرورة أخذ قسط من الراحة بعد فترة لمدة سنة دراسية كاملة كي يكون قادراً على إعادة النشاط الذهني والفكري، ويعتقد الزركوشي أن "من أفضل خيارات استثمار العطلة الصيفية بالنسبة لطلبة المرحلة الإعدادية هو الاطلاع على النتاجات الفكرية وقراءة الكتب في مختلف المجالات، كونها تمثل أساساً لبناء شخصية رصينة لهم إضافة إلى توسيع ثقافتهم العامة عن طريق إضافة عدد كبير من المفردات اللغوية بما يسهم بأن يكونوا متحدثين بارعين في المستقبل القريب"، أما بالنسبة للمراحل العمرية الصغيرة مثل الابتدائية فيشير التربوي نبيل إلى الالتحاق بأندية معنية بالنشاطات الرياضية او الفنية وممارسة التدريب على رياضة السباحة وكرة القدم وغيرها او ممارسة فنون الرسم والموسيقى.
هوايات
الاهتمام بتطوير الهوايات وصقلها عن طريق إقامة الفعاليات والمهرجانات الخاصة بالأطفال واليافعين والتي من شأنها ابراز المواهب وتنميتها، يؤدي دوراً فاعلاً في توفير بيئة صحية لاستثمار العطلة الصيفية كما هو حال إقامة مسابقات القراءة والرسم وتعليم الحاسوب والبرامج الترفيهية والفنية الأخرى التي يتبناها عدد من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، على سبيل المثال الفعاليات الفنية والأدبية التي تقام في شارع المتنبي والتي تستهدف طلبة المدارس الابتدائية والإعدادية، وفي هذا الشأن أوضح رئيس جمعية رسامي الكاريكاتير في العراق حمودي عذاب أن "جمعيته تقيم دورة مفتوحة لتعليم فن رسم الكاريكاتير خلال العطلة الصيفية مجاناً رغبة منها في استهداف طلبة المدارس، ولما لهذا الفن من تأثير واضح في مجال الحركة الصحفية ورفع مستوى الوعي الفني والثقافي عن طريق الفكرة والخطوط".