سفاح عبد الكريم يستذكر الصداقات القديمة

ثقافة شعبية 2023/06/08
...

 سعد صاحب


الشعر ليس من متممات السياسة، والشاعر ليس بهلوانا يقدم الألعاب المضحكة في بيوت الاغنياء، ومن البشاعة أن يكون ألعوبة في قبضة الحاكم، يتلهى به في وقت الاسترخاء، انما هو محرض كبير ضد الزور والخيانة والوهم والغدر والوصولية .(كمر يسبح حريره اعلى السعف فضه ورطب بستان/ بالدنيا الجديدة اغيومنا الخرسه/ ضوه الكل ساجيه التحمل اغاني الماي/ لذتنه الشعر من يصفن اعلى الناي ).

حضور ايجابي
يستدعي الشاعر سفاح عبد الكريم كبار الشعراء المهمين بابداعهم الشعري، وبحضورهم الايجابي الكبير في المجتمع، من أجل تذكير الأجيال الجديدة بهم ، والاشادة بمواقفهم الانسانية الخالدة، في سبيل الوفاء إلى تلك الصداقة، فهم من النوع المهيمن على الخطاب الشعري، بما تركوا من الاثر الذي لا ينسى بسهولة .(ما ينسى الزغر يا فالح المهيوب/ لا فوزي السعد لا صوت ابو سرحان/ لا مهدي الوكح والبيه صلاة
غروب ).

مخاضات الكتابة
 القصيدة ليست هبة من الشيطان، ولاهي عطاء من الرب، ولا يدخل الحظ بكتابتها وانجازها بهذا الشكل الجميل، ومن عانى مخاضات الكتابة، يدرك أن الأبداع عملية صعبة للغاية، لا نبالغ اذا قلنا انها تشبه الولادة في الكثير من الجوانب .(من مجرى الخواطر يصفه بينه الدم/ شمس قريه تمد بجفوفها بكد العشك/ من يوهس ويلتم ).

خيول راكضة
حين يتعرض الشعر إلى مصير بائس، يمتطي الفرسان خيولهم الراكضة في براري الالهام، للرد على كل من يعتقد بموت الكلمات، ونضوبها من السحر والتأثير والقوة والهياج والتحريض .(اهجس حيل بيه الريح تصهل والرمل مجلوب/ لا بي حيل والساتر شبج والهوه شكد متعوب/ اركض خاطري امغيم/ نهاري اسود/ عليمن تشتكي والليل بيه حالوب ).

طريقة مغايرة
 اشار السفاح في وقت مبكر إلى ضرورة كتابة الشعر بطريقة مغايرة، من مهامها الاساسية تنوير الجماهير على ما يحيط بها من الاخطار، وان لا تتحول القصيدة ضد الناس والوطن والحب والسلام .(اعمى والضرير يشوف بس دخان/ حسباله الوكت يندار وايفتش ضوه العميان/ حاير من زمن ما هلهلت بيه بوب/ اعمى والضرير يكول لا ما توب ).

طبائع جوهرية
 المقموع حاضرا بقوة في قصائد الشاعر ، ومن بعده يأتي المقصي الذي يرى جمالا في الموت اكثر من الحياة ، ثم يستخرج المكبوت من العقول ، فيكتب عن الكلي والخاص بروحية واحدة ، وهذه الطبائع الجوهرية رافقت الشعر منذ انطلاق شرارته الأولى .(موصفنات كلبي اغيوم متروسه ضوه ومرعوب/ شح اليوم بالضحكات/ والدمعات متوسده الصيف العاطل المسلوب/ وانه ابين حسرات الندم ثوره/ اخاف
المستحه اليندهني كله اذنوب).

طبيعة حاقدة
 تساعدنا القصيدة بالتقليل من المخاوف ، وتشحذ هممنا بمقاومة الطبيعة الحاقدة ورعبها الدائم إلى الفقراء، ومواجهة سلطانها المسيطر على حواسنا ، والوقوف بوجه الجبروت، ومحاربة من يريد تعطيل قوانا النفسية والجسدية معا .(نحلم بالسفر والريح/ نكبر بالسفر والريح/ خضرة ارواحنه ورغبات بينه اهواي/ بيها الطين مثل الماي/ واتراب السفر لونه حديقة بيت ).

ملكة الاقتدار
لا أهمية للكتابة دون الانتصار على المرض والفقر والجهل والموت، ومختلف الشرور والعقبات، ومن غير تحفيز ملكة الاقتدار، لحفظ مصير البشر من الهلاك، ومن الهيمنة الساعية لانتهاك الاحترام والتقدير والخصوصية والحضور المهيب للإنسان .(من وحي السفر نلبس جنح وانطيح/ عالخد عالعشب روجة نده بلا صوت/ من وحي السفر/ نقره الشعر ثوره الشعر عالموت ).