معاطف ومدارس

ثقافة شعبية 2023/06/08
...

كاظم غيلان

أعانني مؤشر( جوجل) في التأكد من بعض معلومات بحثت فيه للتأكد من صحتها ، وظننته بداية أنه المقصود ، فسقط ظني ولا أقول خاب، إذ اتضح أن ( غوغل أو جوجل) ليس بذلك الذي قصدته والذي هو ( غوغول) الروائي الروسي الذي ابتلى معطفه يوم كتب قصته الشائعة عنه فغدت انتماءً جيليا وتبعية أدبية.
في اجتهادات وبدع نقادنا بشكل خاص أصبح هذا المعطف باليا ومبتليا بما يسطرون من غث الكتابات وسهولة الحسابات في تقييماتهم الاخوانية للعديد من التجارب، سواءً في الرفع من تلك التجارب أو بقصد
الحط منها .
ليس النقاد وحدهم ، إنما الادباء أنفسهم لاسيما أصحاب التصريحات( الرنانة) فما أن تسأله عن صاحب تجربة في الشعر،أو الرواية أو المسرح حتى أحاله لمعطف واحد من رواد تلك التجارب، وهكذا بدأ هذا المعطف يأخذ طريقه للاستهلاك متجها لسوق( البالة الثقافية) دون رقيب يضع حدا لما يجري من سهولة ومجانية وجدت مشجعاتها من خلال وسائل إعلام هي الأخرى في طريقها تتجه لذات السوق وأعني( البالة) بحكم تزايد أعداد الطارئين عليها بفضل ما تيسرها لهم نظم المحاصصة وأنظمة المحسوبية
والمنسوبية .
في شعر العامية وجدت المعاطف سوقها الرائجة جدا، فبكل سهولة واسترخاء يستخدم المعطف ليخرج منه تجارب لايعي أصحابها أصل الحكاية ولم يقرأ القصة أو يعرف مؤلفها ولا حتى شيئا عن حياته ، وهكذا ابتلى المرحوم ( غوغل) وبلى
معطفه .
أما( المدارس) فهي الأخرى ابتلت بقبول اعداد كبيرة من أشباه المتعلمين الذين سهلت بعض وسائل الإعلام قبولهم في دخولها فأصبحت مصطلحا مجانيا في تصنيف أجيال شعرية ، فهذا ينتمي للمدرسة الفلانية وذاك لمجاورتها وتلك للأبعد منهما دون أدنى دراية لمعنى ( المدرسة ) في التحقيبات الجيلية فغدت مثار جدل أهل البدعة النقدية الذين ما انفكوا في صدع رؤوسنا بهذه المصطلحات التي أكل الدهر عليها وشرب ولربما تقيء. والا فهل يعقل لأن يكون كاتب مجموعة من الابوذيات ( مدرسة! ).
لقد اهترأت المعاطف واغلقت المدارس أبوابها جراء عصف لا رحمة فيه بأحوال الثقافة وأهلها الحقيقيين .