في ذكرى ميلاده الـ 77.. محطات في حياة الساحر محمود عبد العزيز

منصة 2023/06/08
...



  غفران حداد


في الرابع من حزيران /يونيو الحالي حلت الذكرى الـ 77 لميلاد الفنان الراحل محمود عبد العزيز، حيث ولد في حي الورديان غرب الإسكندرية عام 1646، تعلم في مدارس الحي وبعدها التحق بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، وهنالك بدأ يمارس هواية التمثيل من خلال فريق المسرح بكلية الزراعة، وعلى الرغم من أنه حصل على شهادة الماجستير في تربية النحل، لكنه قرر ترك التطبيق العملي بعد تخرجه واتجه إلى عالم الفن   ‬‬
بداية المشوار مع التلفزيون
في عام 1973 كانت بداية المشوار للراحل من خلال مسلسل "الدوامة" إخراج نور الدمرداش، بطولة نيلي، محمود ياسين ويوسف فخر الدين وكان دور عبد العزيز في العمل بشخصية الصحافي ابراهيم، لتسند اليه فيما بعد عدة ادوار مثل (الهاربان، 1976)، (لقيطة، 1977)، (ابتسامة بين الدموع، 1980)، (مبروك جالك ولد، 1980)، (عاشت مرتين، 1982).

رأفت الهجان
على الرغم من نجاح عبد العزيز في الكثير من الأدوار التلفزيونية لكن البصمة الأكبر له بين ادواره خصوصا في مواضيع المخابرات والجاسوسية المسلسل التلفزيوني "رأفت الهجان" الذي يروي بطولات مهمة من فصول تاريخ المخابرات المصرية، وكان العمل من ثلاثة اجزاء إخراج يحيى العلمي، الذي يدور حول ملحمة وطنية عن سيرة رفعت علي سليمان الجمال، ولا زال العمل يحظى بمشاهدات مليونية عبر منصة اليوتيوب.

محمود المصري
وبعد غياب اكثر من ثمانية عشر عاما عن العمل الدرامي التلفزيوني منذ عمل (رأفت الهجان) عاد محمود عبد العزيز إلى الشاشة الصغيرة بعمل (محمود المصري، 2004) حيث يروي قصة صعود شاب اسكندراني نحو القمة في دول أوروبا رغم المصاعب والتحديات التي واجهها، وخلال هذه الرحلة الطويلة من حياته تم رصد الكثير من المتغيرات التي شهدها المجتمع في هذه الفترات التاريخية.

رحلته مع السينما
ترك الفنان الراحل محمود عبد العزيز في السينما بصمة في أدائه الأدوار الكوميدية والدراميّة وجسّد شخصياته ببراعة وتلقائية فجمع في بعض أفلامه المزيج بين المشاهد الجادة الكوميدية والساخرة، فكان أولى ادواره السينمائي فيلم (الحفيد، 1974) أمام الفنانين نور الشريف وعبد المنعم مدبولي، ليتألق بعدها في فيلم (مع حبي واشواقي، 1977)، وفي عقد الثمانينات من القرن الماضي قدم روائع ادواره مثل أفلام (الأبالسة، العار، الخبز المر، وكالة البلح، درب الهوى، العذراء والشعر الأبيض، إعدام ميت) وكان فيلم (الشقة من حق الزوجة، 1985) من فئة الافلام الكوميدية المميزة بمشواره بتلك المدة، وشاركته البطولة الفنانة الراحلة معالي زايد، كتب الفيلم فراج اسماعيل وأخرجه عمر عبد العزيز، وتدور أحداث الفيلم حول زوج يعمل موظفا حكوميا في النهار وسائق أجرة في الليل لكن زوجته لا تراعي مدى تعبه فتكثر المشاكل فتطلب الطلاق، ويطلقها بشكل مندفع، فيدخلان في نزاع على ملكية الشقة، وبعد أحداث كوميدية ودرامية تنتهي الخلافات بعودتهما للحياة الزوجية السعيدة.

الكيت كات
ومن أشهر أفلام محمود عبد العزيز التي لا تُنسى دوره في فيلم (الكيت كات، 1991) كتبه واخرجه داود عبد السيد، وقد احتل الفيلم المرتبة 24 ضمن قائمة افضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية، وهو يروي قصة الشبح حسني الضرير، الذي يحاول البحث عن مفهوم الحياة رغم فقدانه حاسة البصر، ليتألق بعدها الراحل في فيلم اجتماعي جريء وهو (الساحر، 2001) أخرجه رضوان الكاشف وشاركته البطولة منة شلبي وسلوى خطاب، يناقش الفيلم اضرار الكبت وتقييد حرية الأبناء من خلال الآباء، فالأب بهجت منصور لديه ابنة في سن المراهقة وتعاني الكثير من القيود على تصرفاتها فترتكب الخطيئة مع ابن الجيران الذي يحبها وكان منصور يفكر بقتلها تطهيرا للعار، الا انه يتراجع عندما يعود ابن الجيران ويطلب يدها للزواج فيوافق الأب.

آخر أفلامه
بلغ عدد افلام الفنان محمود عبد العزيز نحو 90 فيلما، ليختم مسيرته السينمائية بفيلم (ابراهيم الأبيض، 2009)  تأليف عباس أبو الحسن، وإخراج مروان حامد، ووصف الراحل دوره بأحد لقاءاته التلفزيونية انه من أصعب ادواره السينمائية، حيث جسّد شخصية عبد الملك زرزور، تدور أحداثه في فيلم درامي أكشن، عن رجل بلطجي يعيش في المناطق الشعبية بشخصية نصف وحش غاضب، ونصف بشري عاشق فهو لا يرحم الخائن ولا يتهاون معه وان كان ابنه، وكان الجانب البشري الوحيد فيه رغم كل ما تحمله الشخصية من القسوة والتوحش والشخصية القوية بعشقه لـ "حورية " (هند صبري) على الرغم ان والدها  قتل والد ابراهيم الأبيض في طفولته وأمام عينيه وسبب هذا الحدث الحسرة والوجع لوالدته، الفيلم حمل غابة متشابكة من العلاقات المعقدة تمتزج فيها القسوة بالعشق، العنف بالعاطفة، والرغبة في الجسد الرغبة في الثأر.
رحل محمود عبد العزيز بعد أن كان آخر ظهور له أمام الكاميرا من خلال مسلسل (راس الغول) الذي بث اول مرة في السادس من يونيو /حزيران 2016 ليكون تاريخ الثالث عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني للعام نفسه يوم رحيل ساحر الفن، رحل بعد صراع طويل مع المرض، مخلفاً فراغاً لن يملأه غيره، مقعدا شاغراً في مستويات عالية من الأداء التمثيل والاخلاص للفن.