الجميلات أكثر ربحاً في الحياة

منصة 2023/06/11
...

 بغداد: نوارة محمد

في واقعنا العجيب يحدد الجمال طريقة حياة الكثيرين.  هل الجميلات لهن حظوظ أكبر في الحصول على حياة أسهل في سوق العمل وفي المعاملات الاجتماعية في الحياة اليومية؟ وهل تمارس التحيزات لصالح النساء الجميلات فينلن ما لايستحقن؟ مزاجية شرطي المرور تستثني صاحبات الوجوه الجميلة من المخالفات، ومدراء الشركات الأهلية يعفون الجميلات من شرط الخبرة.

الأمثلة التي تندرج وفق هذا السلوك النفسي الذي يدعى (التحيز للجمال) كثيرة وهي تنطبق على كلا الجنسين وتدل على أن الحياة تصبح أسهل وأكثر ربحاً للأشخاص الجذابين، ولكن الى أي مدى قد يكون أصحاب "الشكل الجميل" أفضل حالاً من غيرهم؟ 

تبين الكاتبة والصحفية نرمين المفتي أن ثقافة الجمال تفرض هيمنتها، وأبواب العمل تفتح أمام الجميلات، وتغلق أمام من لم يحظين بقدر منه. وهذا ما يحجم المرأة ويقولبها ضمن أطر ساذجة. 

وتضيف "أعتقد ان المنافسة بين الجميلات عبارة عن تسليع المرأة وتحجيمها، والفرص المتاحة امام صاحبات الوجه الجميل التي تبتعد عن الخبرة الكافية والخلفية الثقافية حولت الفتيات الى وجوهٍ مستنسخة وأشكال لا نكاد ان نفرق بينهما، وهنا لا ننسى أن مراكز التجميل التي شرعت أبوابها بدأت تعيد تشكيل وجوه الفتيات وفقا للملامح السائدة التي انبثقت عن تطبيقات مثل (سناب جات) الذي جعلنا نشاهد هذه الوجوه المصنعة على أرض الواقع ومحطات التلفزيون وفي شاشات الهواتف الذكية". 

وتتابع: "نشعر أحيانا ان المهام الثقافية قد تقلل من هذا الاعتقاد السائد وهنا لا ننسى الاشارة الى البرامج التلفزيونية الثقافية والمحطات وحتى الشركات التي ترفض التمييز على أساس المظهر، حين تقع مقومات الخبرة وثقافة العاملات في جميع القطاعات في سوق العمل النسوي في مقدمة الشروط". 

وترى أن "الاحتياج الى الجمال لا يقل أهمية عن عنصر الثقافية والإنسانية والشخصية القوية التي تفرض هيمنتها كأن تعمل ناشطة لحقوق الإنسان، المرأة والطفل خاصة وصاحبة المؤهلات ستستمر، لان الجمال وحده لا يصنع مجدا حقيقيا لأصحابه". 

في هذا السياق تتحدث الصحفية والناشطة أفراح شوقي القيسي عن خبايا سوق العمل الذي يرجح كفة الجميلات وتقول: "التحيز للجمال للأسف هو اعتقاد صحيح في العراق والعالم العربي، وفرص الجميلات أعلى في الحصول على وظائف مهما كانت درجة الكفاءة إلى جانب المعاملة التي يتلقاها الأشخاص الأكثر جاذبيَّة لمجرد أنهم أفضل شكلاً بدت سائدة لا سيما في السنوات الأخيرة، وهذا على العكس مما شهدته في دول أوروبا حيث تعد المهارات والحرفية التي تمتلكها المرأة، لذلك في المجتمعات الغربية فإن فرص العمل متساوية والتمييز والعنصرية أمران يرفضهما المجتمع برمته، حتى من ناحية الأشغال بين الجنسين، فكثيرا ما يتساوى الجنسان في العمل من ناحية الجهد البدني وأوقات العمل. 

وتختم حديثها "لكنني دائمة القول الفرص متاحة لصاحبات الوجه الجميل الحسناوات لكن إثبات الذات يعتمد على الخبرات والمهارات وتطوير الذات". 

براء البياتي المهندسة الكتبيَّة وهي أول ناشرة عراقية، البياتي صاحبة دار ومكتبة براء شابة لمع نجمها في ميدان سوق العمل النسوي، عملت منذ أكثر من سبع سنوات وسط شارع الثقافة (المتنبي) الذي يهيمن عليه الطابع الذكوري تقول: "أرى ان كل النساء جميلات، وأرفض تحديد أسس الجمال وفقا للأزمنة والمعايير الآنية، لكنني أجد الفكرة صحيحة حين قرأت ذات مرة لهامرميش الذي يتحدث في كتابه عن (جمال البشر) وبيّن أن أولئك الذين حبتهم الطبيعة بالهيئة الجميلة محظوظون أكثر من غيرهم، فعندما يتعلق الأمر بكسب العيش، تجد أنهم يحصلون على الوظيفة قبل غيرهم. وحتى وسط أقرانهم العاملين، تجدهم الأوفر حظا فيما يتصل بالحصول على الترقيات والعلاوات على مختلف أشكالها".