بغداد: ضياء الأسدي
صدر للناقد التشكيلي د. جمال العتابي، كتاب "خالد الجادر.. فنان اللحظة المعبّرة" عن سلسلة "فنانون عراقيون"، التي تصدرها جمعية التشكيليين.. يلخص الكاتب تجربة الفنان الجادر الأدائية والاسلوبية والتقنية، كأستاذ بارع في وضع السطوح اللونية، وواقعيته المستندة الى تجاربه الأولى منذ الأربعينيات، فهو الى جانب تمسكه بالتقنيات بمهارة فنان بارع، يحتفظ لنفسه بمنشوره اللوني مخلصاً لتربة وطنه، ومنتمياً لحضارته، حيث الألوان نصف برّاقة من فعل الشمس الساطعة، إنه يشعر بصداقة للون والظل والضباب، يرسم بشيء من حب دفين، للقرى والجبال، والانسان والطبيعة، وأية لوحة من اعماله هي لهذا السبب واقع محلي، إلا أنها مع ذلك تراث عالمي تتوحد فيه هبات العصر الحديث. رحلة الجادر الفنية شبكة متواصلة من الدلالات، تفضي إلى إدراك العمل الفني لديه متطابق مع افكاره ورؤاه، التي بدأت ترجمتها مرسومة بدقة على إمتداد تجربته التشكيلية، إذ اهتم الجادر بالمحتوى الانساني في رسوماته التي تميزت بعراقيتها بشكل واضح، وكانت موضوعاته.. المقاهي والازقة والأسواق والوجوه والأهوار والناس الفقراء، أعمالاً تنبض بحبه للطبيعة.. تحمل مشاعره ومنظوره الفكري، وطاقته الفنية واللونية المتفجرة، بصدق فني راسخ يتلون حسب الزمان والمكان، إنه ما زال ملازماً لتجربته الفذة في الاسلوب والتقنية.