بيروت: جبار عودة الخطاط
برغم أنَّ المراقبين في لبنان يؤكدون بأنَّ جلسة مجلس النواب المرتقبة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية لن تتمخض عن نتيجة إيجابية، احتدم السجال بين فريقي المرشحين فرنجية وأزعور، بينما أعلن نواب قوى التغيير عن عزمهم طرح إسم ثالث (بعيداً عن الاصطفافات الطائفية).
التركيبة النيابية المعقدة للمجلس النيابي وعدم وجود أغلبية لأيٍّ من الفريقين جعلت من مسألة فرض الخيارات الرئاسية شبه مستحيلة إن لم يلجأ الفريقان إلى الصيغة التوافقية لتسمية رئيس البلاد الجديد، بينما اعتبر رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب بأنَّ جلسة الأربعاء ستكون “عقيمة” ولن يتمكن أي فريق من فرض مرشحه، وربط نجاعة الإتيان برئيس جديد للجمهورية بتسوية إقليمية بين السعودية وسوريا بشأن لبنان.
وتعتزم قوى التغيير النأي بنفسها عما أسمته بلعبة الاصطفافات الطائفية معلنة عزمها طرح مرشح ثالث لرئاسة الجمهورية، حيث أعلن النائب عبد الرحمن البزري، أنه والنائبين أسامة سعد وشربل مسعد، ومعهم بعض النواب التغييريين كإلياس جرادة وملحم خلف ونجاة صليبا وسنتيا زرازير وغيرهم، إضافة إلى نواب عن مدينة بيروت وتكتل “الاعتدال الوطني”، وبعد مشاورات ولقاءات سوف يعلنون قريباً عن اسم مرشحهم للرئاسة كخيار ثالث، في محاولة لإعادة الاستحقاق الرئاسي إلى سياقه الوطني بعد أن أخذ
منحى مذهبياً وطائفياً.
وإذ رفض البزري الكشف عن اسم المرشح، أكد أنَّ التوجه لدينا نحن النواب الذين تلاقينا وتشاورنا مع بعضنا البعض نحو خيار آخر، بعد أن رأينا الاستقطاب الحاصل تجاه الملف الرئاسي، عوضاً عن أن يكون هذا الاستحقاق مناسبة لإدخال لبنان في بداية الحل السياسي والإصلاح المنشود.
في غضون ذلك، ذكر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أمس الأحد، أننا “سنشارك يوم الأربعاء في جلسة انتخاب الرئيس، وسنصوّت لفرنجية، ولكن المقدمات التي حصلت حتى الآن بين الأقطاب السياسية، أي قبل جلسة الانتخاب، لم تسلك الطريق السليم المبني على التوافق لإنجاز الاستحقاق في موعده، ولذلك من الصعب أن تكون هناك نتيجة”.
في السياق، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، :إنّ “الشعب ينتظر انتخاب رئيس للجمهوريّة، ويصلّي لهذه الغاية، فيما الحديث الرّسمي بكلّ أسف، يدور حول تعطيل النّصاب في جلسة 14 حزيران، الأمر الّذي يلغي الحركة الدّيمقراطيّة، ويزيد الشّرخ في البلد، ويسقط الدّولة في أزمات أعمق”.