نافع الناجي
توسعة المؤسسات الصحية لاستقبال واستيعاب الزيادة السكانية والطلب المتزايد على الخدمات الطبية هو الخيار المطروح أمام الحكومة المحلية في محافظة المثنى، فسكان المحافظة ذات المليون نسمة، لم يعد المستشفى التعليمي الحالي يكفيهم، وبات أمر افتتاح المزيد من المشافي العمومية والتوسع بالمراكز الصحية والمستوصفات أمراً لا بدّ منه.
تأهيلٌ وتوسعات
جناح العناية المركزة في مستشفى الحسين التعليمي وإعادة تأهيل الطابق السادس وافتتاح ردهة القسطرة، هو البداية بحسب الدكتور أوس الحمداني المدير العام بالوكالة لدائرة صحة المثنى، الذي أوضح قائلاً “بدأنا نفكر بتوسعة جناح العناية المركزة، بسبب الزخم الكبير الحاصل فيها من قبل المراجعين والمرضى، وهناك العديد من أعمال الصيانة والتأهيل لهذا المستشفى وغيره، فضلاً عن التوسعات الجديدة ضمن خطة العام 2023”.
مستشفى الخضر العام
وأضاف الحمداني “في قضاء الخضر حيث المستشفى العام يحتاج للكثير من أعمال الصيانة والتطوير، أكملنا ردهة غسيل الكلى، فيما أعلنا عن خطط لإعادة تأهيل شعبة الطوارئ، وإضافة قدرات سريرية جديدة، بينما يجري العمل في تشييد مستشفى جديد للنسائية والتوليد في حي الرياض في الخضر بطاقة 40 سريراً”.
وبحسب المحافظ احمد منفي جودة وعضو لجنة الصحة النيابية، ستتم توسعة مستشفى الخضر العام، بما يقرب من خمسين سريراً وأيضاً صيانة المنطقة بالكامل، بعد أن تمت موافقة وزارة التخطيط على توسعة الاستشارية، وتخصيص ثلاثة مليارات دينار لاستحداث استشارية وتطوير وترميم مرفقات أخرى.
تحدياتٌ كبيرة
وبانتظار إكمال أعمال بناء المستشفى الألماني في مدينة السماوة التي تلكأت لأكثر من عشرة أعوام، وشمول محافظة المثنى بالخطة العاجلة لتطوير المؤسسات الصحية، والتي أعلن عنها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وعلى غرار مستشفى الكاظمية التعليمي، فإن واقع الخدمات الصحية والطبية المقدمة للمواطنين يبقى خارج نطاق ما يتمناه الأهالي أو المسؤول، فيوماً بعد آخر يواجه القطاع الصحي في المثنى تحدياتٍ كبيرة بسبب نقص المنشآت الصحية، لكون المحافظة لا يوجد فيها سوى المستشفى التعليمي، والذي تعرض لاحتراق في طابقه الرابع، قبل بضع سنوات دون أن تتم صيانته.
خدمات غير كافية
في الوقت نفسه تسعى السلطات الصحية إلى بناء مستشفى آخر، لكن ثمة مشكلات ترافق انجازه للاستئناف من جديد.
يقول المواطن مناف ناهي “بالنسبة للواقع الصحي بالمثنى، فإنه يعاني على الرغم من الخدمات الصحية التي تقدم بالمحافظة، الإ أنها غير كافية ولا تلبي حاجات الناس بشكلٍ مقبول”، ويضيف “الخدمات غير كافية، نظرا لأن المحافظة توسعت في الآونة الأخيرة،وهناك أحياء جديدة فتحت وتوسعت المحافظة، ولم يعد مستشفى الحسين التعليمي يكفي بطاقته الاستيعابية الحالية لسد الحاجة في المحافظة، ونتأمل اكتمال المستشفى الألماني بسبب الحاجة الملحة له”.
المستشفى الألماني
المهندسة لينا طارق الدهان، تقول “مشروع المستشفى الألماني بوشر العمل فيه قبل عشر سنوات، بسعةٍ تبلغ أربعمئة سرير، لكن العمل توقف بسبب حرب (داعش)، ثم عاد من جديد ليصل إلى نسبة أربعين بالمئة، وهو ما دفع وزارة الصحة إلى توجيه إنذارٍ إلى الجهة المنفذة له، بسبب تلكئها في انجازه وتهديدها بسحب العمل إذا استمر ذلك التلكؤ”.
وتضيف “تمت العودة بالمباشرة بالعمل بعد سنة 2020، بعد أن كانت الأعمال بمعظمها متوقفة وسط تنامي مطالبات أهالي السماوة بإكماله، لاستيعاب المرضى، حيث يعتمد أكثر من مليون نسمة على مستشفى الحسين التعليمي الوحيد، الذي أنشئ مطلع ثمانينيات القرن الماضي من قبل شركة (ماروبيني) اليابانية”.
الى ذلك كشفت دائرة المهندس المقيم لمشروع المستشفى الألماني في السماوة عن تحقيق نسبة انجاز تناهز 96 % في الأعمال الإنشائية للمشروع، بينما تبلغ النسبة 50 % في الأعمال المعمارية و60 % في الأعمال الكهربائية والميكانيكية في البناية الرئيسة للمستشفى.
مناطق نائية
تزداد الحاجة إلى تقديم الخدمات الصحية ليس في مراكز المدن فحسب، بل في الأقضية والنواحي والقصبات البعيدة في محافظة المثنى، التي تمتاز بتباعد مدنها لمساحتها الشاسعة، لا سيما في المناطق الصحراوية المحاذية للحدود مع المملكة العربية السعودية، مثل قضاء السلمان (145 كم عن مركز المحافظة)، وناحية بصية (280 كم) والمملحة والدراجي والنجمي وغيرها من المناطق والقصبات، التي تكاد تخلو إلا من وحدات طبية صغيرة وبلا أطباء إختصاص.
وبالرغم من أن الحكومة المحلية سعت إلى التعاقد مع بعض الكوادر الطبية السورية مؤخراً من أطباء وكوادر تمريضية ووسطية، لكن الحاجة تظل قائمة لبناء مراكز صحية حديثة، وتزويدها بالكوادر والمستلزمات والأدوية الضرورية.