تعقيبات

ثقافة شعبية 2023/06/15
...

كاظم غيلان 



تخبرنا الجهات المسؤولة بين مدة وأخرى عن ضبط عدد من معقبي المعاملات التي تتعلق بحاجة المواطن الماسة جدا لها، كالبطاقة الوطنية وجواز السفر وبعض معقبي معاملات تتعلق بالضرائب وهؤلاء أشد خطورة بحساب مايتقاضوه من مستحقات الوساطة اللاشرعية بطبيعتها كونها واحدة من طرق الفساد التي تنهش في جسد معظم دوائرنا الحكومية. 

المعقبون والمعقبات أصبحوا ظاهرة لها أنظمة ولغة وشبكات عنكبوتية من العلاقات الخطيرة تتصل بمستويات رفيعة كخيط البريسم وحادة كالسيف البتار لاسيما في الأرقام المالية التي تجنى كحصيلة ثمار التعقيب وبالعملات كافة دينار، دولار،ولا غرابة بوجود التومان واليورو، مثلما ترتفع صفقات التعقيب لتبلغ عالم الدفاتر، والشدات .

ملخص القول أن ظاهرة التعقيب واحدة من أوجه الفساد التي يحاكم عليها القانون - في حال تطبيقه - طبعا .

 ولكنها ظاهرة تنقلت لما هو أبعد من المعاملات الرسمية التي تتعلق بأهم دوائر الحكومة الخدمية ، وبكل أريحية نجد شبيهة لها من حيث الاسم في المحافل الثقافية إذ برزت ظاهرة المداخلات التي هي - تعقيبات - من نوع آخر تتخلل ممارساتنا الثقافية لاسيما عند الاحتفاء بالتجارب الإبداعية بمختلف مستوياتها سواء كانت مبتدئة ام ريادية .

الملفت أن معظم المعقبين والمعقبات في هكذا احتفاءات لم يتحدثوا عن منجز المحتفى به بقدر استعراضاتهم السمجة لوقائع شخصية لاعلاقة لها إلا بسطحيتهم وقدرتهم الفائقة على استعراض اناتهم ولطالما تسببوا بترهل الاحتفاء وقيمته الإبداعية حتى تحس بأن المحتفى به - راح بالرجلين- إلا اذا كان فخورا بالاستعراضات حتى يبدو وكأنه الفاتح بالابداع بلا منافس فيتحول إلى 

(طاووس منفوش مفروش) .

كم أتمنى على الزملاء مديري هكذا جلسات لأن يكونوا غاية في الصرامة مع هكذا قطيع يتخذ من المنصات الثقافية سبيلا لشهيرة اسمها ـ شهرة- 

وربما لغاية أبعد إلا وهي خوض الانتخابات في بعض المنظمات كاتحادات وروابط الشعر ويالكثرتها في زمننا الديمقراطي .