بيروت: جبار عودة الخطاط
فشل مجلس النواب اللبناني للمرة الـ(12) في انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد أن رفع رئيس المجلس نبيه بري الجلسة بعد انتهاء الدورة الأولى من عملية الانتخاب بإخفاق المرشحين في بلوغ عتبة الفوز واختلال نصاب الجلسة بعدئذ إثر مغادرة مجموعة من النواب المجلس، بينما طالب نواب بري باستمرار الجلسة وإعادة فرز الأصوات بعد بروز نقص في عدد الأوراق تبيَّن لاحقاً بأنه ذهب لـ"زياد بارود".
الجلسة المثيرة عقدت أمس الأربعاء في مناخ سياسي مشحون واستنفار لدى الفريقين وتبنيهما للمرشحين سليمان فرنجية وجهاد أزعور، غير أن مسار الجلسة اتخذ منحى دراماتيكياً بعد انتهاء عملية فرز الأصوات للدورة الانتخابية الأولى والتي أسفرت عن النتيجة التالية: سليمان فرنجية 51، جهاد أزعور 59، لبنان الجديد 8، زياد بارود 7، جهاد العرب 1، جوزيف عون 1، ورقة فارغة 1، وبعد عملية العد برز وجود نقص ورقة واحدة في أوراق الاقتراع إذ كان عدد الأوراق 127 ورقة بينما كان عدد الحضور 128 نائباً وهنا تعالت الأصوات مطالبة رئيس المجلس بإعادة فرز الأوراق غير أنه رد بأن ورقة واحدة لا تؤثر في النتيجة النهائية طالما أنهم لم يصلوا إلى النصاب.
ولوحظ اختلال نصاب المجلس إثر مغادرة مجموعة من النواب قاعة المجلس مما أفقد الجلسة نصابها، ما دفع رئيس المجلس نبيه بري إلى رفع جلسة مجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية بعد فقدان النصاب القانوني ولم تجر الدورة الثانية من عملية الانتخاب جرَّاء ذلك.
في السياق، أكد رئيس تكتل نواب بعلبك – الهرمل، النائب حسين الحاج حسن، أن "العملية الانتخابية جرت، والنتائج أصبحت معروفة وكل نائب أدلى بصوته، والنتيجة لم تؤدِّ إلى انتخاب بسبب الانقسام الحاصل، وقبل نهاية العهد كنا ندعو إلى الحوار والتفاهم، ونحن كنا وما زلنا مع مرشحنا، وندعو إلى الحوار والتلاقي ولدينا مرشحنا الذي ندعمه والذي صوّتنا له اليوم"، مشيراً في تصريح له بعد انتهاء الجلسة، إلى أن "في الجانب الآخر وهم شركاء في الوطن تقاطعوا على مرشح رغم خلافاتهم السياسية بهندسة معينة"، معتبراً أنهم "مارسوا حقهم السياسي وهذه النتيجة"، وأضاف أن "لبنان بحاجة إلى رئيس في أقرب وقت، بعيداً عن المزايدات والتهويل الذي حصل في الأيام الماضية"، مشدداً على أننا "منفتحون على حوار سياسي فعال، ونقوم بحقنا الدستوري". في حين أشار عضو كتلة حركة أمل، النائب قاسم هاشم، إلى أن "هذا المناخ المتوتر لا يمكن أن يؤدي إلى انتخاب رئيس جمهورية بظل هذه الاصطفافات، فالبلد قائم على توازنات لا يمكن الخروج منها"، وأكد أن "الحوار هو الأساس لخلاص البلد ودعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري استبقت تبنيه ترشيح رئيس تيار (المردة) سليمان فرنجية". من جهته، أكد النائب فراس حمدان، أن "انتخابنا للمرشح جهاد أزعور كخطوة قد يفتح المجال لخطوات أُخرى منتِجة، ونحن غير معنيين بأيّ اصطفافٍ هجينٍ أفرزته ظروف التقاطع الأخيرة، لأنّ هكذا تموضع ظرفي غامض المشروع غير قادر على إنتاج حلّ وطني يبدأ برئاسة الجمهورية ولا ينتهي بالإصلاحات الاقتصادية"، معتبرا أنه "من المحزن أنّ صمتنا طيلة هذا الأسبوع بحثاً عن الخيارات الفُضلى، والأجوبة المقنعة المنسجمة مع تاريخنا، لم يُقابَل إلاّ بلغة التشكيك والتخوين تحت شعارٍ غير منطقي وحيدٍ هو (لا صوت يعلو على صوت المعركة)، الأمر المرفوض كليّاً منا".