ياسر المتولي
سجَّل العراق نجاحاً باهراً آخر في مجال عودة علاقاته العربيَّة والإقليميَّة والدوليَّة.
وهناك حقيقة تاريخية لا يمكن إغفالها هي أنَّ العراق كان مركز التجارة العالمية عبر التاريخ وسيعود بعد إنجاز مشاريعه الستراتيجية، طريق التنمية وميناء الفاو.
فالنتائج التي تحققت على هامش زيارة دولة الرئيس السوداني على رأس وفد حكومي رفيع المستوى إلى مصر والتي تمخض عنها توقيع 11 مذكرة تفاهم في مختلف الأنشطة الاقتصادية إنما تؤشر إلى البداية الصحيحة لتنشيط الاستثمار الحقيقي.
ومعروف عن مصر ثقلها على المستوى العربي وما يهمنا هنا تجاربها الناجحة في مجال البناء والإعمار والاستثمار.
ولعلَّ تركيز رئيس الحكومة على أهمية إشراك القطاع الخاص المصري مع القطاع الخاص العراقي في عملية الاستثمار في العراق يؤشر إلى البداية الصحيحة للاستثمار الحقيقي وذلك لأنه بدون القطاع الخاص لا يمكن تحقيق تنمية إضافة إلى خلق فرص عمل خارج النطاق الحكومي الذي بات لا يحتمل أكثر من البطالة المقنعة الحالية.
إنَّ سياسة الانفتاح التي ينتهجها العراق على محيطه العربي والإقليمي تعزز نظرة العالم إلى أنه يمكن أن يكون النمر الثامن إلى جانب النمور السبعة التي تتمتع باقتصادات متينة.
ونرى كمراقبين أنَّ تركيز الوفد الحكومي على قطاع الكهرباء يكتسب أهميته من منظورين الأول هو تفعيل مشروع الربط الكهربائي من جهة والتركيز على الاستثمار في مجال الطاقة الكهربائية لما لمصر من تجربة رائدة في المنطقة، إذ حققت نجاحات كبيرة في هذا المضمار.
وإذ نركز على هذه الجزئية لا يعني التقليل من الاتفاقيات الأخرى إنما للأهمية الكبيرة لقطاع الكهرباء
كونه عصب التنمية للبلد.
لذلك اعتبرنا مصر بداية موفقة للاستثمار الحقيقي فلقطاع الكهرباء الدور الأبرز في تنشيط المشاريع الإنتاجية المتعطلة وهي روح الصناعة والزراعة.
وبذلك يسجل العراق نجاحاً في خطواته الجديدة على طريق البناء والإعمار والاستثمار.
لقد أعطت نتائج هذه الزيارة بارقة أمل في تحريك القطاعات الإنتاجية وقد تزامنت مع إقرار الموازنة، إذ نأمل أن تتسارع المشاريع وخصوصاً الستراتيجية وذات المردود الاقتصادي السريع للخلاص من أحادية الموارد
للاقتصاد الريعي المهدد.