بغداد: شكران الفتلاوي
يرى مختصون في الشأن المالي أن انخفاض حيازة العراق من سندات الخزانة الأمريكية لشهر نيسان من العام 2023 بمقدار 4.5 مليار دولار لتصل إلى 34.8 مليار دولار بعد أن كانت 39.3 مليار دولار خلال الشهر الذي سبقه، لا يغير من موقعه في المرتبة الرابعة بعد كل من السعودية والإمارات والكويت، مرجحين أن يكون سبب الانخفاض، شراء العراق كميات كبيرة من الذهب، أو ناتجا عن التراجع الملحوظ في مبيعات النفط العراقي وانعكاساته السلبية على الحجم الكلي للاحتياطات النقدية العراقية.
الخبير الاقتصادي الدكتور نبيل المرسومي قال لـ"الصباح": إن "العراق ما زال محافظاً على مركزه الرابع عربيا بعد السعودية والإمارات والكويت، على الرغم من دخوله الشهر الثاني في انخفاض حيازته للسندات الأمريكية حتى وصلت إلى 39 مليارا و300 مليون دولار بعد أن كانت 40 مليارا 700 مليون دولار".
وتابع المرسومي أن "أهم أدوات إدارة الاحتياطات الأجنبية الرسمية تتمثل بالقدرة على توفير الاستثمار الكفوء والآمن وبأدوات مالية عالية المستوى سواء تعظيم العائد أو تخفيض المخاطر"، لافتا إلى أن "العراق ما زال يمتلك استثمارات كبيرة في سندات الخزانة الأمريكية بسبب هذين العاملين، لكون العراق حريصا على أن يوزع احتياطاته بين العملات الرئيسية في العالم بأوزان نسبية مختلفة لكي يتجنب مخاطر تذبذب أسعار الصرف".
وأوضح أن "من الأدوات المهمة التي يستثمر بها العراق، هي سندات الخزانة الأمريكية قصيرة الأجل أو سندات الحكومات الأوروبية ذات التصنيف العالي الـ" AAA .
لافتا إلى أن "حجم الاستثمارات العراقية بسندات الخزانة الأمريكية الكبير يعني ان إيرادات العراق مقومة بالدولار، وأن صادرات العراق نفطية، وبالتالي فإن العوائد ستكون دولارية دون شك".
وأوضح، من "المرجح أن يكون الانخفاض الذي حصل في شهر آذار الماضي ناتجا عن شراء العراق كميات كبيرة من الذهب، فضلا عن التراجع الملحوظ في مبيعات النفط العراقي وانعكاساته السلبية على الحجم الكلي للاحتياطات النقدية العراقية وبالإمكان أن يكون ذلك أحد الأسباب التي أدت إلى تراجع حيازة العراق لسندات الخزانة الأمريكية".
من جانبه قال الخبير المالي د. سلوان النوري لـ" الصباح": تحاشيا لأي ركود عالمي محتمل تعمل معظم الدول على تنويع محفظتها الاستثمارية، والعراق لا يختلف عن الكثير منها في هذا المنحى، لافتا إلى أن "البلد في الآونة الأخيرة أخذ بشراء كميات كبيرة من المعدن الأصفر تماشيا مع هذا النهج".
وأضاف، قد "يكون أحد أسباب انخفاض الحيازة انخفاض الإيرادات النفطية مؤخرا كونها تتناسب طرديا مع وفرة وتراكم العوائد من الدولار لدى الاحتياطي الأمريكي، أو شح العملة الصعبة وبالتالي تنخفض السندات لتصل إلى هذا النحو".
يذكر أن وزارة الخزانة الأمريكية، أعلنت السبت، أن حيازة العراق من السندات الأمريكية انخفضت للشهر الثالث تواليا لتصل إلى نحو 35 مليار دولار، وذكرت الخزانة في أحدث جدول لها اطلعت عليه " الصباح" أن "حيازة العراق من سندات الخزانة الأمريكية لشهر نيسان من عام 2023 انخفضت بمقدار 4.5 مليار دولار لتصل إلى 34.8 مليار دولار بعد أن كانت 39.3 مليار دولار خلال الشهر الذي سبقه"، مبينة أن " هذه السندات ارتفعت بنسبة 18.6 % عن نفس الشهر من العام 2022 عندما كانت حيازة العراق من السندات تبلغ 28.3 مليار دولار"
يشار إلى أن السعودية تأتي في مقدمة الدول العربية الأكثر حيازة إذ بلغت 113.3 مليار دولار، والإمارات ثانيا 70.2 مليار دولار، والكويت ثالثا بواقع 41.4 مليار دولار، ثم العراق رابعا وعمان خامسا بواقع 7.061 مليار دولار
وأشارت إلى أن "اكثر الدول حيازة للسندات الأمريكية هي اليابان بواقع 1127.2 ترليون دولار، تليها الصين بواقع 868.9 مليار دولار، تليها المملكة المتحدة بواقع 680.7 مليار دولار، ثم تأتي بلجيكا بواقع 336.6 مليار
دولار.