عامر جليل ابراهيم
تصوير: نهاد العزاوي
على ضفاف نهر دجلة حيث المجمع الحكومي ومن ضمنه بناية، القشلة، في بغداد تقع على الـضفـة الـشــرقيــة لنهـر دجلـة، بالقرب من مبنى السراي وبجوار سوق المكتبات، والقشلة لفظة تركية، وهي مصطلح يطلق على ثكنة الجنود، أي مكان تعسكر الجنود أو كانت دار استراحة لهم.
زارت (الصباح)، هذا المكان وهي التي تحاول من خلالها تسليط الأضواء على المعالم الدينية والأثرية والشواخص التاريخية في جميع أنحاء العراق، لتشجيع السياحة الداخلية، والتقت السيد إياد حسن عبد حمزة مدير عام دائرة الصيانة والحفاظ على الآثار.
يقول السيد حمزة: يعود تاريخ مبنى القشلة االى عام 1861م وذلك بفترة ولاية الوالي العثماني نامق باشا (1861ـ 1863م) واكمل بناءه الوالي مدحت باشا ( 1869 ـ 1872م) وقد عرف عن هذا المبنى بتسمية، القشلة، لتكون مقرا لولاية بغداد ومعسكرا للجيش العثماني، وأقام في ساحتها برجا نصب عليه ساعة القشلة، واستمرت البناية مقرا للوالي والجيش حتى دخول جيوش الاحتلال البريطاني بغداد 11 اذار 1917م لتكون مقرا لضباط الجيش وأسرهم.
الحكم الوطني
ويؤكد السيد حمزة: بعد قيام الحكم الوطني اتخذتها الحكومة العراقية مقرا لها، حيث شغلتها وزارة المالية ودوائرها، وتم تتويج الملك فيصل الاول على العراق في ساحتها عام 1921م واتخذها مقرا لبلاطه قبل أن ينتقل البلاط إلى مبنى آخر، ومنذ فترة الثلاثينيات شغلتها عدة وزارات ودوائر حكومية، حتى تم تحويلها إلى مبنى تراثي في عام 1989م.
برج الساعة
ويضيف السيد حمزة: تم انشاء برج الساعة وسط الساحة الداخلية لمبنى القشلة وذلك لايقاظ الجنود صباحا ويبلغ ارتفاع البرج 23م يقام على قاعدة رباعية الشكل 9×9 تقوم فوقها ساعة ذات أربعة اوجهٍ وهنالك تشابه بين برج ساعة القشلة وبرج ساعة الشيخ عبد القادر الكيلاني، التي شيدها عبد الرحمن النقيب 1889، كما هو مدون عليها وصانع هذه الساعة هو صانع ساعة (BigBen) الشهيرة نفسها في لندن، إن هذه الساعة تعتبر من أقدم وأكثر الساعات قيمة، وهي مهداة من الملك جورج الخامس ملك بريطانيا.
إضافة إلى الساعة، توجد مجموعة من المدافع التي تعود الى الجيش العثماني، تم نصبها بجوار ساعة القشلة لتزيد المكان تراثية. ويوجد تمثال للفنان سليم البصري في حدائق القشلة.
مراحل البناء
ويستمر حمزة حيث يقول: مساحة الارض هي 8 دونمات، وان مراحل البناء والترميم العثماني، البريطاني، الحكم الوطني، والمواد الانشائية من الطابوق الفرشي والجص والنورة والعقادة كانت خشبا بالفترة العثمانية، تم تبديل الخشب إلى حديد الشيلمان أيام الانتداب البريطاني، مع استخدام الأقواس والعقود في البناء، مع استحداث الطابق الأول، حيث كان طابقا ارضيا فقط أيام العثمانيين.
النشاطات الثقافيَّة
اما عن النشاطات التي تقام في هذا المكان، فكان لنا حديث مع المهندس فيصل فرحان عبدالله رئيس قسم الهندسة، حيث يقول: تقام في القشلة عدة نشاطات ثقافية منها: (شعرية، أدبية، معارض للصور، وأعمال فنية تشكيلية) وذلك في يوم الجمعة والسبت، حيث تقوم إدارة القشلة بفتح الابواب لكل الزائرين لممارسة نشاطاتهم الثقافية المختلفة بحرية الرأي، بشرط عدم المساس بوحدة العراق، مع تخصيص خيمة خاصة لاجراء الفعاليات الثقافية الخاصة لمساندة أبطال الحشد الشعبي.
إضافة إلى النشاطات أعلاه توجد في بناية القشلة دائرة الصيانة والحفاظ على الآثار إحدى دوائر الهيئة العامة للآثار والتراث، متحف شهداء الحشد الشعبي، المتحف الحضاري المتجول، مقر نقابة الصحفيين، جريدة أوروك الثقافية، منظمة نور الخاصة بصيانة شارع المتنبي.
ويعود السيد اياد حسن عبد حمزة مدير عام دائرة الصيانة والحفاظ على الآثار، ليختتم حديثه بالقول: كلامنا هذا يخص فقط معلم القشلة, لكن لدينا مشاريع كثيرة ومتنوعة تخص دائرتنا وفروعنا في أغلب محافظات العراق، مثل بابل والديوانية وسامراء وغيرها، سوف نتطرق لها في قادم الأيام، لأن هذا الموضوع مكرسٌ فقط على بناية القشلة وتفاصيلها، ولا يفوتني أن أقول لكم في هذا العام، حيث شهر رمضان قامت دائرتنا، القشلة، بفتح أبوابها للأسر العراقية ولساعات متأخرة من الليل، لفسح المجال للمواطنين عامة، لتناول الفطور والسحور في هذا المكان الجميل المطل على نهر دجلة، ولم تغلق طيلة أيام الشهر الفضيل بالتعاون مع رابطة المصارف العراقية، حيث كانت أمسيات جميلة ورائعة في هذا الشهر المبارك.