الصباح: غيداء البياتي
يوافق بعد غد الثالث والعشرين من حزيران اليوم العالمي للأرملة، للتذكير بما تعانيه من صعوبة شظف العيش والاستقرار النفسي والصحي جراء الصراعات والعنف السائد، والمرأة العراقية من ضحايا العنف والنزاعات والتغيير الجغرافي القسري، وأخيرا هي ضحية جائحة كورونا التي اجتاحت العالم، وخلفت مئات الآرامل في العراق ويتمت اطفالهن، حيث لا توجد احصائيات صحيحة بشأن عدد الارامل في العراق لغاية اليوم، ربما بسبب التهجير أو غيره من الأسباب المؤدية إلى تغيير مكان الاقامة، فلا يوجد تقرير دولي أو احصائي لمركز الاحصاء العراقي أو خاص بمنظمات المجتمع المدني للمرأة في العراق، والسؤال الذي يدور في رأس الأرامل بكل اعدادهن ما هو وضع الأرملة العراقية الآن، وما هي الإصلاحات الاجتماعية، التي تم تحقيقها منذ 2003 ولغاية اليوم؟
فقدان حقوق الارملة الخمسينية ام قحطان في الحصول على سقف يأويها مع أسرتها المتكونة من أربعة أبناء وبنت، بعد أن استشهد زوجها في الموصل خلال حربه مع “داعش”، جعلها تشعر بالحيف والأسى فهي تقول “راجعت أكثر من مرة مؤسسة الشهداء والجرحى على أمل الحصول على أرض في اي مكان داخل بلدي لكن دون جدوى، وأنا أتساءل اليوم لماذا هذا الاهمال لأسر من قدمت روحها فداءً للارض
والعرض؟
اما الارملة الستينية حميدة هاشم التي تشكو هي الاخرى الظلم، الذي الحق بها وبأسرة زوجها المتوفى منذ العام 2017 الموظف في دائرة الكهرباء على نظام العقد حيث قالت لصفحة “الباب المفتوح” إن “زوجي المتوفى لم يحتسب لأسرته اي اعانة أو راتب تقاعدي أو تكافل اجتماعي، بل وحتى أجور الايام التي كان فيها حيا يرزق في دائرته، حيث لم تحتسب لأسرته اي مكافأة أو راتب، وبعد عدة مراجعات لم احصل على شيء وبانت تلك المراجعات بالفشل”.
تقول هاشم “لجأت إلى الرعاية الاجتماعية على امل الحصول على راتب اعانة لي ولأسرتي المتكونة من ثلاثة طلاب، اثنان في الجامعة والآخر في المرحلة الاعدادية والمنتهية، التي يصعب على امرأة بضعف حالي تسديد اجور المدرسين الخصوصيين ومعاهد التقوية المفروضة على جميع طلبة السادس الاعدادي، بعد غياب التدريس الجيد في المدارس الحكومية، تستطرد حميدة هاشم، أن مصدر الرزق الوحيد الذي يدخل للبيت، هو جزء من راتب ابنتي المتزوجة، والتي تعمل هي الاخرى بصفة عقد، مشيرة إلى أنها اكثر من مرة قدمت شكواها عبر صفحة “الباب المفتوح” لكن دون
جدوى.
أغلب معاملات الارامل المقدمة في العام 2019 انجزت بالرغم من تشابه الحالة، بينما قدمت معاملتي في العام 2017، ولم أحصل على شيء وحين السؤال اكتشفت أن اغلب الحالات دخلت حيز المحسوبيات “الواسطات” .
الامرأتان الأرملتان حميدة وام قحطان هما من آلاف الحالات المشابهة للواتي يشكين أوضاعهن لكل من بيده سلطة أو يجلس على كرسي في اي دائرة حكومية، على امل الحصول على راتب أو اعانة تعينهن على منع اراقة ماء الوجة بالسؤال، فهن يناشدن خلال هذا اليوم الخاص بالارامل رئيس الوزراء، أن ينصفهن ويأمر بتسهيل امورهن، بدلا من ان تعامل المرأة كسلعة تباع وتشترى لاغراض غير شرعية، ويمنع ماء وجهها من
الاطاحة”.
الارامل في تزايد مستمر والامر لا يقتصر على كيان المراة وحقوقها المشروعة، التي اقرتها الشرائع السماوية والقوانين الوضعية، بل يتعداها إلى الايتام الذين يشقون طريقهم نحو المجهول الغامض المسكوت عنه، ما زالت القوانين غير منصفة للارملة بما يحفظ كينونتها وكرامتها خلال وضع سياسات جادة، وفي مقدمتها التعليم وتوفير فرص
العمل.