ما سنقوله عن الابتسامة سيدهشكم، وما ستقرؤونه ليس (حجي جرايد) بل هو علمٌ، فالدراسات النفسيَّة تقول إنَّ الابتسامة تجعلنا نشعر بالراحة النفسيَّة والاسترخاء وتحسّن المزاج، وأنها تخفف عنّا الضغوط وتحفظ لنا صحتنا النفسيَّة.
والدراسات الفسيولوجيَّة تؤكد أنها تعمل على تحسين وتقوية عمل جهاز المناعة في الجسم، وتقليل الإصابة بالأمراض، وتخفيض نسبة الكولسترول في الدم، وتخفيف ضغط الدم، والأكثر أنَّها تجنبنا الإصابة بالأزمات القلبية، يا للروعة شباقي بعد.
باقي، أنَّ الابتسامة مصيدة القلوب (مغناطيس)، ليس في الحب فقط، بل وفي الصداقات أيضاً. فأنت حين تبتسم بوجه أحدٍ فإنَّك ترسلُ له رسالة قبول تحمل كلمة (أحبك، أو سعيد برؤيتك) وتعزف على وتر الفرح في قلبه. ولأنَّ في داخل كل واحد حاجة الى صديق أو صديقة، فإنَّه سيبادلك الابتسامة تلقائياً وتصبحان صديقين، وشوف الابتسامة ماذا تفعل بوجه المريض حين يرى الطبيب يبتسم بوجهه، وماذا تفعل فيك وأنت تشوف وحده حلوه تبتسم بوجهك.
وسبب آخر هو أنَّ الابتسامة تزيد الوجه رونقاً وبهاءً وتجعله جميلاً مشرقاً كما الحديقة، بعكس الوجه العبوس المقطب جبينه (وكالب خلقته) فإنَّك تتفادى النظر إليه لأنَّه كالح كما الصحراء، متشنجٌ بسبب أنَّ صاحبه لم يستخدم عضلات الابتسامة التي تجعل الوجه مسترخياً. ولك أنْ تلاحظ ذلك على وجوه العراقيين الذين تعطلت لديهم عضلات الفرح واشتغلت عندهم عضلات الحزن أربعين سنة فصارت وجوههم (معقجه) قبل أوانها.
وراح تستغرب أكثر وتقول (ما معقولة) إذا علمت أنَّ الابتسامة هي التي أسست عِلماً يسمى "علم نفس الضحك"، وصارت عِلْماً يدّرس وفنّاً يمارس لتحسين العلاقات الاجتماعيَّة "بس مو عدنه"، لأننا لا نستوعب ذلك حتى في مؤسساتنا العلميَّة، بدليل أنني كنت أدرّس مادة علم نفس المسرح لطلبة المرحلة الرابعة بأكاديميَّة الفنون الجميلة، فخصصت الربع ساعة الأخيرة من المحاضرة للضحك وطلبت من كل واحدٍ أنْ يعبر انفعالياً بابتسامة ثم يضحك بأعلى صوت، وعند الطالب الخامس قالت لي فلانة (صارت ممثلة معروفة): أستاذ قاسم.. والله من يسمعونه راح يقولون علينه اشبيهم طلبة المسرح تخبلوا.