الكاكائيون: تربطنا علاقات أخويَّة مع العرب والتركمان

ريبورتاج 2023/07/03
...

 نهضة علي 



أهل الحق

دخل الشيخ بشاربه الكث الطويل رغم علامات الزمن على ديوان قبيلة الكاكائية رافعاً يده وردد: يا علي، وأجابه الآخر: مولانا علي، بعد أن وضع يده على رأسه كإشارة للشكر والحمد فابتسم قائلاً: لماذا لا تردين السلام، فسلام الكاكائية ياعلي ورده مولانا علي بدمج النون عند اللفظ، الشيخ إبراهيم مصطفى الكاكائي رئيس طائفة الكاكائية في العراق ويعود نسبه إلى جده سيد إبراهيم والموجود مرقده في منطقة الشيخ عمر ببغداد، بدأ حديثه بأن كلمة كاكائية تعني الأخ الأكبر الصادق والخدوم ولكون طائفتهم تؤكد الأخوة فإن تسميتها تعود إلى هذا المعنى.
وبحسب الشيخ إبراهيم الكاكائي الذي تحدث لـ (الصباح) عن الكاكائيين فإن تواجدهم في سهل نينوى وكركوك وقضاء داقوق ومناطق مركز المدينة وديالى في خانقين ومندلي وقزانية والسليمانية وحلبجة وقضاء كلار، وفي إيران هناك أربعة ملايين كاكائي في قصر شيرين وهمدان، امتداداً إلى العاصمة طهران ويسمونهم أهل الحق، مؤسس الكاكائية سلطان اسحاق البرزنجي، وهي إحدى طوائف الإسلام، ويعود نسب الكاكائيين إلى الإمام موسى الكاظم سلام الله عليه، ولديهم في طائفتهم السادة وهم أمراؤهم ويراجعونهم المريدون، وكذلك الباوات ومامات، وهم الدرجة الأخرى من ساداتهم، وجميعهم من محبي الإمام علي سلام الله عليه، حتى أن أغلبهم يعاود زيارة مرقده، ولهم مشاركة في مراسيم عاشوراء حسب جغرافية تواجدهم.


عادات وتقاليد

وعن العادات والتقاليد التي تميز الكاكائيين تحدث لـ (الصباح)، أحد وجهائهم وهو محمد الكاكائي قائلاً: إن الطائفة الكاكائية هم من القومية الكردية وتربطهم علاقات أخوية مع العرب والتركمان وأهم العادات المتعارفة لديهم في الزواج عدم السماح بزواج بنات الشيوخ والسادة من غير الأسرة، فللسيد لديهم مكانة محفوظة ويحرم عندهم زواج كاكائي عام من السادة أو من الباوات أو المامات، ومن العادات والتقاليد بين فترة وأخرى أن يعقد لقاء أو حلقة تعارف ما بين الأسر التي تسكن في منطقة متقاربة مع ساداتها من أجل التعارف على الجيل الحديث من طائفتهم، وهم سبعة أفخاذ منها السادة الإبراهيمية، والسادة المصطفائية، والسادة الميرية، ولديهم أربعة أركان هي: الطهارة والصدق والعفو والفناء ويحرمون الخمر ولا يبيحون تعدد الزوجات، ويتميز رجالهم بشواربهم الطويلة التي يطلق طولها ما بعد الشفاه ويعدونه إرثاً ثقافياً يحافظون عليه ليختلفوا به عن غيرهم. وأضاف بأن الكاكائية مسالمون ويهدفون إلى التسامح والتعايش السلمي في جميع مناطقهم. 


مزارات ومراقد

وأضاف الكاكائي أن لديهم عدة مزارات ومراقد لسادتهم وموجهيهم ممن يتميزون بالتقوى والورع من الزمن الماضي، ومنهم الإمام احمد بن إبراهيم بن محمد بن سلطان اسحاق الواقع مرقده في منطقة المصلى وسط محافظة كركوك، ويقصده أبناء القبيلة لزيارة مرقده تبركاً، وهناك من يعاوده من أجل النطق للطفل الذي يتأخر في الكلام وغايات روحية أخرى تيمناً به كرجل صالح، ووضع قبره في أحد أركان المكان في قاعة كتبت على جدرانها الآيات القرانية تجاورها قاعة أخرى وفيها قبر المرحوم عدنان أغا السيد فتاح الكاكائي، ومن مزاراتهم الأخرى باوة محمود في خانقين الذي يكون تجمعاً لعامة الناس وليس فقط الكاكائية في الأعياد عادة، ومزار سلطان اسحاق في هورمان قرب الحدود مع إيران ومزار السيد ابراهيم في بغداد، ورفض قول البعض عنهم أن الكاكائية ليسوا مسلمين، وعده اتهاماً بعيداً عن الواقع وباطلاً ومراقدهم الدينية ومزاراتهم تشهد على ذلك عبر التاريخ ويحترمون جميع الأديان. 


عودة قرى

وبين أن "الكاكائية مثلهم مثل أبناء الشعب عانوا من الإرهاب وخاصة في مناطق سهل نينوى وفي كركوك دمرت ست قرى في داقوق وتعرضت بيوتهم للتفجير والخراب، وحتى أراضيهم الزراعية، وبعد تكاتف الجهات المحلية مع الجهات الحكومية تمت إعادة الخدمات لبعض مناطقهم وقراهم من الماء والكهرباء، وأنشئت طرق ونفذت حملات إعمار وأعيد الأهالي في ثلاث قرى بعد اتخاذ جميع الإجراءات التي تؤمنها وتبعد خطر داعش بالتعاون مع الجهات الأمنية المسؤولة، وتمت إعادة الأسر إلى قراها علي سراي وزنقر، بينما لا يتمكن أبناء قريتي عرب كويا والمحمد من العودة بالكامل بسبب الألغام وتواصلت الجهود لإزالة جميع العقبات التي تقف دون عودة الأسر إلى قراها، وهناك عودة في عرب كويا، البعض من أهلها عادوا إلى منازلهم، وتابع بأن طائفتهم لا تواجه أي مشكلة مع أي جهة، ولم يقصر معهم أي من الإدارة المحلية والحكومة في بغداد وحتى حكومة الإقليم. 

وطالب الحكومة المركزية في بغداد بوضع ممثل عن الطائفة الكاكائية كمستشار في مجلس الوزراء كأن يكون مستشاراً لشؤون الكاكائية، لنقل مشكلاتهم إن وجدت ويطرح حلولها.