مخاوف مزمنة وأدعية مستمرة.. الأمهات وأزمة الامتحانات

الصفحة الاخيرة 2023/07/04
...

 بغداد: نوارة محمد

تشكو رقية عبد الحسين، وهي أم لثلاثة أبناء من معاناتها في أيام الامتحانات، فأبناؤها يتوزعون بين مراحل البكالوريا الثلاث، ولد في السادس الابتدائي وبنت في المتوسطة والبكر في الإعدادية؛ ما يتعبها، قلقاً وخوفاً دائماً يبدأ مع السنة الدراسية ولا ينتهي في العطلة الصيفية.
تقول رقية: "دراسة الأولاد مهمة أمومية، تأخذ أشكالاً متعددة"، مؤكدة: "متاعب الأمهات لا تقتصر على دراسة الأبناء، إنما في التوازن بين متطلبات البيت والمعيشة والعناية بالأبناء أثناء الامتحانات".
ولفتت: "أصبت بالسكري جراء قلقي على الأولاد وأتوقع مزيداً من التدهور الصحي، مع امتحانات السادس الإعدادي الحالية، فالقضية نفسية أولاً وأخيراً والتفكير بمستقبل الأولاد يجعل الأمور صعبة للغاية" متابعة: "لا أملك سوى القلق والتفكير المتواصل وهذا بالطبع يشكل ضغطاً على صحتي ووضع بيتي، ورغم تفوق أولادي دراسياً إلا أنني لا أستطيع كبح جماح مخاوفي".
وواصلت رقية: "نعيش في بيت مساحته 50 متراً وموارد زوجي قليلة وأنا أريد لأولادي أن يتلقوا تعليماً جامعياً لا أن ينزلوا إلى سوق العمل كأبيهم"، موضحة: "أريد أن أتباهى بأولادي وهم يحملون شهادات عالية وسأعمل على هذا حتى لو فقدت صحتي، داعية لهم بالخير دائماً والله سيستجيب لدعائي".
وقال دريد أحمد، أب لأربعة أبناء: "أعطي لزوجتي إجازة من عمل البيت أثناء الامتحانات وأقوم أنا بالخدمة المنزلية، لأن زوجتي الأفضل بمتابعة الأولاد خلال الامتحانات".
ويرى إسماعيل صادق، متخصص بشؤون الأسرة، أن: "الامتحانات تشكل عاملا نفسياً صعباً يلقي بظلاله على الحياة اليومية للأسر"، لافتاً: "البعض من الأمهات لا يتابعن الأبناء بالشكل السليم في أجواء الامتحانات؛ لأسباب مادية، ومعاناة أسرية".