بغداد: نوارة محمد
نال فيلم (أرض البدايات) الذي أنتجته شبكة الإعلام العراقي الجائزة الأولى في مهرجان الاذاعات والتلفزيونات العربية في تونس بدورته الثالثة والعشرين. ويعد الفيلم واحداً من السلسلة الوثائقية التي تجسد حكايات الواقع العراقي أرضاً، وديانة، وشعوبا، وقوميات.
{الصباح} التقت مخرج الفيلم علي السومري الذي وصف سلسلة أرض البدايات على أنها "محاولة لردم الهوة الكبيرة التي حدثت بين شرائح وأطياف وقوميات المجتمع العراقي في اعقاب أحداث 2003".
وأضاف: إلى الآن انجزنا ثلاثة أفلام، الأول عن الديانة الأيزيدية، وهو الفيلم الذي فاز مؤخراً بالجائزة الأولى في مهرجان الاذاعات والتلفزيونات العربية، وهو يتناول نشوء الديانة وطقوسها حيث قمنا بجولة في أبرز المعابد القديمة منها معبد لالش.
وفي الجزء الثاني من السلسلة اخترنا الديانة الصابئية اما الجزء الثالث فكان عن الديانة الزرادشتية وما يتصل بها من آفاق روحانية.
ويتابع السومري: حاولنا من خلال الفيلم الأول تصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة التي أشيعت عن هذه الديانة ومعتنقيها، من خلال لقاءات عدة مع رجال دين وباحثين مختصين في الشأن الايزيدي، سلطنا فيها الضوء على عقيدة التوحيد فيها وطرق صلواتهم ومسالك عيشهم.
هذه السلسة هي محاولة لردم الهوة التي حدثت بين مختلف القوميات وأديان المجتمع العراقي، وتجسير العلاقات ما بينها، بعد انتشار الأفكار الظلامية والتكفيرية الدخيلة على المجتمع العراقي. أخيراً أود أن أذُكر أنني اخترت في هذه السلسلة فريق عمل محترف، وأظن أن هذه السلسلة هي بداية لنجاحات ساحقة.
صُناع هذا الفيلم بينهم أسامة الفتلاوي مونتيراً وگرافيك، والكاتب علي رستم مُعداً، مع عدد من المصورين، حيدر رحيم المالكي، وحيدر علي چاسب، ومحمد قاسم، وأحمد جبار، ودلشاد حمزة، والمخرج علي السومري يسعون لتجسيد الثقافة العراقية والواقع بشكلهُ الجديد الذي يبتعد عن التعصب الديني
السائد.
الكاتب علي رستم الذي أُختير مُعدا لهذه السلسلة يوضح في حديث لـ "الصباح" أن "الفكرة بدأت من السعي للتقريب بين المكونات العراقية لمواجهة التعصب الديني، وما يثار من اشاعات نمطية مخزنة في الذاكرة الثقافية والشعبية وكتابات الباحثين والمؤرخين ومن خلال هذه السلسلة أسعى لكتابة أجزاء يتجاوز عددها الـ 40 فيلما نحاول من خلالها فهم المعتقدات من داخل الديانات والقوميات".
ويسترسل رستم قائلا: عملي اعتمد على البحث والتقصي وكثير من اللقاءات مع كتاب منهم ايزيديون وباحثون ومؤرخون، وحاولت أن أطلع على كتب تحمل وجهات نظر متباينة ومن وجهات الكاتب وانتماءاته التي اعتمدت تأويل الحقائق التاريخية.
وفي نهاية الرحلة وجدت أن علي أن احفر في الحكايات الأولى التي شكلت المعتقدات والاقتراب من الأسئلة الأولى للثقافات وطقوس
كل ديانة.
ويختم رُستم حديثه، قائلاً: قررنا في هذا العمل الذي جسد معتقدات لديانات عاشت على الأرض العراقية الابتعاد عن إشاعة المغالطات في الذاكرة الشعبية وحتى الأكاديمية لأنني أظن ان أغلب الدارسين والباحثين في العقود الماضية لم يلتزموا الحيادية في نقل النص وتاريخ المعتقدات، وهذا ما حصل مع جريمة داعش التي اعادتنا إلى فرمانات سلطة الوالي المطلقة، وهذه المفاهيم ساعدت وسمحت للآخر المتعصب بمواقفه المتباينة من الديانات.