مميزات العطلة الصيفيَّة.. متنفس الطلبة

ريبورتاج 2023/07/05
...

 احمد الفرطوسي 

يعد آخر أيام الامتحانات يوماً فاصلا في حياة بناتنا وأبنائنا الطلبة، إذ ينتقلون من أوقات الدراسة والجد إلى الراحة، والتسلية والترفيه، واللعب، فما إن ينتهوا من تسليم أوراق الإجابة للمراقبين، حتى ينطلقوا خارج قاعات الامتحانات مهللين فرحين، ويبدؤون في التحضير باشتياق وحماس، لرسم آلية قضاء أوقات العطلة الصيفية.

 ولكي تقضى هذه الأوقات بصورة مفيدة ونافعة للطلبة، لا بدّ من توجيههم التوجيه الصحيح، لكي يرتادوا الأماكن الصحيحة، مثل النوادي الرياضية، التي تبني عقولهم، وأجسامهم، وتنّمي قدراتهم البدنية وخاصة لمن لديهم الموهبة في هذا المجال، وكذلك المعارض الفنية التي تطرح الفنون التشكيلية، كالرسم والنحت، وغيرها التي تغذي أرواحهم وتجعلهم ينظرون إلى الحياة بصورة جميلة وإيجابية تبعد عنهم كل الأفكار السلبية التي تهاجمهم في هذه المراحل العمرية الصعبة والخطيرة، وتعتبر القراءة هي النافذة الأجمل والأكثر نفعاً لهم، فهي الغذاء الروحي والفكري للطلبة.


متنفس

وقال مدرس اللغة الانكليزية فارس فهد الطائي لـ (الصباح): "تعتبر العطلة الصيفية هي المتنفس الوحيد الذي يستطيع الطلبة عن طريقه التقاط أنفاسهم، وأخذ قسط من الراحة، بعد أن قضوا عاماً دراسياً طويلاً، امتد لأكثر من ثمانية أشهر متواصلة من الدراسة والامتحانات، وبعد أن يحصدوا ثمار هذا الجهد والتعب بالنجاح، تبدأ عطلتهم وهي المجال بين مرحلة وأخرى"، مضيفاً "تختلف سبل قضاء هذه الأوقات، بحسب المرحلة العمرية للطلبة وبحسب الجنس، ومن المنطقي أن الإناث لديهن ميول ورغبات لقضاء العطلة تختلف عمّا يدور في ذهن الذكور، إذ لا بدّ من استثمار هذه الأوقات الثمينة للجنسين، لتنمية طاقاتهم، وإبداعاتهم، وقدراتهم، وميولهم في الاتجاه الصحيح، بعضهم يبحث عن دورات تقوية للمرحلة الجديدة التي نجح إليها وآخرون لديهم طموحات فنية مثل معارض الكتب، والمعارض الفنية، والنوادي الطلابية، أو فتح دورات مجانية  في الخياطة، والرسم، وتصميم الملابس بالنسبة للإناث، ودورات في الحلاقة أو الخياطة وتصميم الملابس بالنسبة للذكور".


نشاطات

بينما قال مدير إعلام تربية المثنى عباس الزيدي، لـ (الصباح): "إن مديرية التربية، تستعد لتنظيم عدد من النشاطات المختلفة لطلبة المدارس خلال العطلة الصيفية، مثل إقامة دورات في الخط والرسم، إضافة إلى قيام قسم النشاط الرياضي والمدرسي بإجراء سباقات رياضية وكشفية وتنظيم سفرات علمية وترفيهية داخل وخارج المحافظة، وهذا هو من ضمن البرنامج الوزاري لاستثمار أوقات الطلبة بأفضل ما يكون، لكن نسبة كبيرة من طلبتنا يتوجهون إلى الأسواق للبحث عن فرصة عمل مؤقتة لتأمين متطلباتهم من أقساط دراسية وملابس نتيجة الظروف التي يعيشها أولياء أمورهم وبغية المساهمة في التخفيف عن كاهل الأب والأم طيلة فترة العام الدراسي". 


استمتاع

ويرى المشرف التربوي المتقاعد محمد خضير لـ (الصباح) "بعد انتهاء العام الدراسي واجتياز الطلبة امتحاناتهم النهائية، تبدأ العطلة الصيفية التي تستمر لما يقرب من ثلاثة أشهر، ويستريح فيها الطلبة من عبء الدراسة وضغوط الامتحانات، لمزاولة هواياتهم المحببة لنفوسهم، مثل: قراءة الكتب أو الرياضة أو الفنون، ولكننا نجد أن الطلبة بدلاً من أن يقضوا أوقاتهم بمزاولة هذه الهوايات والراحة، فإنهم يقضونها بالعمل والتعب، بسبب العامل الاقتصادي والظروف المادية الصعبة التي يمر بها البلد، ما يضطر معظم الطلبة إلى العمل في العطلة الصيفية لمساعدة الأهل في مصاريف البيت، ولتأمين مصاريف الدراسة في العام المقبل"، منوهاً إلى "أن حصر العطلة الصيفية في الأعمال فقط، له تأثير في بناء شخصية الطلبة في المستقبل بصورة سلبية، في الوقت الذي يجب أن تؤمن احتياجات الطلبة المادية، لكي يستمتعوا بالعطلة الصيفية بصورة إيجابية".


مكافأة الأهل

من جانبه قال طالب الصف الثالث المتوسط حيدر علي لـ (الصباح) "انتهينا قبل أيام من الامتحانات بعد موسم دراسي طويل، حيث إنني رسبت في الصف الثالث المتوسط العام الماضي واضطررت إلى الدخول في مدرسة أهلية بسبب الزخم الحاصل في المدارس الحكومية وصعوبة التركيز على المادة الدراسية، حيث ننتظر نتائج الامتحانات الوزارية بفارغ الصبر، النجاح يعني أننا أنجزنا ما يأمله منا أهلنا وهي المكافأة الكبرى لمجموع الجهد الذي بذلوه طيلة العام الدراسي، أما عن فترة قضاء العطلة الصيفية فأنا أفضل أن آخذ قسطاً من الراحة ومن ثم المباشرة بالدورات الصيفية في معاهد التقوية والتحضير بشكل مستمر للمرحلة المقبلة".