القدس: وكالات

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس الثلاثاء، عدوانها الإجرامي على مدينة جنين الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، بينما أكدت بعثة فلسطين بجامعة الدول العربية، في اجتماع بالقاهرة أنَّ العملية الإسرائيلية في جنين انتهاك واضح للقانون الدولي وتنذر بعواقب وخيمة.

وقال مندوب فلسطين لدى الجامعة العربية السفير مهند العكلوك، خلال اجتماع على مستوى المندوبين لبحث الأحداث في جنين إنَّ «الشعب الفلسطيني يتعرض لحرب إسرائيلية تحت أبصار العالم»، مضيفًا أنَّ «العملية الإسرائيلية في جنين تقلص فرص إحياء عملية السلام»، وأكد أنَّ «الانتهاكات الإسرائيلية تدمر حل الدولتين»، مشيراً إلى أنَّ حل الدولتين يتحقق فقط بقيام دولة فلسطينية ذات سيادة. 

ولليوم الثاني على التوالي، تشهد الضفة الغربية وتحديداً مدينة جنين ومخيمها، أكبرَ عملية عسكرية إسرائيلية منذ 20 عاماً، بعدما نفذت مقاتلات ومسيّرات إسرائيلية، الاثنين الماضي، عملية قصف واسعة النطاق للمخيم شمالي الضفة الغربية المحتلة.

وشهدت العملية اقتحام قوات خاصة من الجيش الإسرائيلي للمخيم بشكل غير مسبوق منذ 20 عاماً، وأسفر الهجوم الذي يقول جيش الاحتلال إنه يستهدف مسلحين فلسطينيين وورشاً لصنع الأسلحة والعبوات الناسفة، عن استشهاد 9 فلسطينيين، وإصابة 100، واعتقال 120 آخرين، فيما عم إضراب شامل مدن الضفة احتجاجاً على العملية بعد أن «غادر نحو 3000 شخص منازلهم في مخيم جنين»، حسب نائب محافظ جنين كمال أبو الرب.

من جانبها، أعلنت السلطة الفلسطينية «وقف جميع الاتصالات والتنسيق الأمني مع إسرائيل».

وقال المتحدث باسم السلطة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إنَّ «القيادة الفلسطينية قررت وقف جميع الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي ووقف التنسيق الأمني»، مشدداً على «ضرورة توحيد الصف لمواجهة العدوان الإسرائيلي»، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».

إلى ذلك أعلن الجيش الإسرائيلي،»مغادرة 3000 فلسطيني مخيم جنين واعتقال 120 منذ بدء العملية العسكرية في المدينة والمخيم».

وقال جيش الاحتلال في بيان، إنه “تم اعتقال 120 فلسطينياً خلال العملية المتواصلة في جنين”، مضيفاً أنه “يخطط لدهم 10 أهداف متبقية في مخيم جنين»، بينما نفذت فجر أمس الاول الاثنين مقاتلات ومسيّرات إسرائيلية عملية قصف واسعة النطاق لمخيم جنين للاجئين.

وفي السياق ذاته، دعا المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، “مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته لوقف العدوان الإسرائيلي والعمل بشكل فوري على تنفيذ قراراته ذات الصلة”، مطالباً “ببذل المساعي للمساعدة في تخفيف حدة الوضع الخطير والعمل بشكل عاجل على تعبئة قدرات الأمم المتحدة لضمان حماية الشعب الفلسطيني”، منوهاً بأن “قوات الاحتلال اقتحمت مخيم جنين بأكثر من 1000 جندي مدعومين بالطائرات الحربية، وقامت بقصفه بالمدفعية والذخيرة الحية، وقامت كذلك بقطع الكهرباء والماء عن المخيم الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية”، داعياً “المحكمة الجنائية الدولية إلى الإسراع في تحقيقها بشأن الوضع في فلسطين”.

وفي وقت سابق، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان بتدخل دولي عاجل لوقف تهجير المواطنين المدنيين من منازلهم في مخيم جنين. ودانت وزارة الخارجية بأشد العبارات “جريمة طرد وتهجير عائلات فلسطينية في مخيم جنين من منازلها تحت حجج أمنية واهية، وسط حالة من الترهيب التي فرضتها القوات الإسرائيلية على المخيم”.