فوضى النقل مرة أخرى

الصفحة الاخيرة 2023/07/06
...

أ‌. د. هاشم حسن التميمي

وردتنا رسائل كثيرة تعقيباً على ما نشرناه من فوضى النقل في بغداد والمحافظات ولاذت وزارة النقل بالصمت ولم يردنا تعليق من الشركة العامة للنقل العام المتهمة بالتقصير وقطع الطرق لجمع الأتاوات.
 اقترح البعض ترحيل وتسقيط المركبات القديمة ومنع تشغيل المركبات المتهالكة وحصر استخدام التك تك في المناطق الشعبية والحد من استخدامها وإيقاف النقل بالحمير والخيول في الشورجة ومناطق
أخرى.
وإيجاد وسائل بديلة بتسهيلات وطالب البعض بإيقاف الاستيراد لسنوات، خاصة وزارات الدولة والرئاسات ومنع تنقل السيارات الحكومية بعد الدوام واستخداماتها الشخصية وتحريم التنقل بين المحافظات إلا بكتب إدارية وإيفادات رسمية..
 وتلقينا تعليقات ساخرة عن دعوتنا لايجاد شبكات مترو وقطارات حديثة وإشارات، من حيث أن هذا الحلم  تحدثوا عنه قبل نصف قرن ولم يحققه النظام السابق لانشغاله بالحروب، وبشر النظام اللاحق الناس بالمترو المعلق، ولم يرَ المواطن بلح الشام ولا عنب
اليمن.
 واستعرضت رسائل أخرى قصصاً وحكاياتٍ مثيرةً تحدث في الكوسترات والكيات، أهمها تفرد قائد المركبة ببث ما لا يشتهي الركاب من مواضيع إشكالية وبعضها لجلد الذات ويستكمل المشهد بثرثرات مثيرة وشخصية بجهاز الموبايل لا تتوقف ولا تراعي مشاعر الآخرين وخدش الحياء العام بعبارات صريحة وأسرار شخصية لا يجوز البوح بها في مكان عام وكان الله في عون المسافر لمسافات بعيدة بين المحافظات.
 ورصد أحدهم ظاهرة تحدث في شوارع مزدحمة بمحال تصليح السيارات حين يركب عامل وملابسه مشبعة بدهن المحركات ويجلس بجوار آنسة أنيقة أو طالب متوجه إلى جامعته وبالتأكيد أن التلوث سيشمل الجميع فليس عندنا للأسف ثقافة استبدال ثياب العمل في مكانه والخروج بأخرى نظيفة..
وأخيراً أشار البعض باعجاب وامتنان لتشغيل التبريد في خطوط الإسكان والكرادة وهي ظاهرة حضارية تستحق الشكر والتعميم على بقية المناطق والغريب أن أغلب المركبات تدخل الخدمة وتخرج من دون أن تشغل التكييف ولو ساعة واحدة، ونعلم أن إدارة النقل في دول الخليج تصنف المركبة التي لا تشغل التبريد بأنها عجلة غير صالحة للاستخدام البشري، بل دول أخرى لا تسمح بنقل الحيوانات في مركبات غير مكيفة. نسأل الله أن تصحو وزارة النقل والشركة العامة للنقل العام لايجاد حلول لهذه الاختناقات المرورية والفوضى المتسعة وتقترب من أحلام الناس في حكومة تراهن على الإنجازات النوعية.