أصيب ابني بانفلونزا حادة ووصلت درجة حراراته الى الأربعين درجة، وفجأة صارت عنده (شمرة)، كل جسمه يرتجف، حتى رأسه، وفقد الوعي عدة دقائق وانقلب البيت بكاءً وصراخاً، لكنَّ أمي أخذته بحضنها وعرفت كيف تعالجه.
وأخذناه لطبيب أطفال وأعطاه علاجاً وصار أحسن حالاً، لكنَّ الذي يقلقني يا دكتور أنَّ حرارته عندما ترتفع ترجع الحالة ذاتها، والذي يقلقني أكثر أن َّطبيب الأطفال قال بصراحة أشك عنده صرع، لكنَّ أمي تقول (لا يمه ما بيه شي، هو الطفل من يصخن اتصير عنده شمره).
أرجوك ساعدني دكتور، فأنا قلقة جداً عليه ولا أعرف هل عنده صرع أو حالة نفسية؟. ابني عمره ثلاث سنوات ونصفف (وبس هالواحد).. وشاكرة فضلك.
(أم سجاد)
سيدتي أم سجاد
الصرع ليس مرضاً نفسياً، بل هو ناجمٌ عن تغيرات كهربائيَّة بالدماغ، ويكون على نوعين (الصرع الأعظم أو الأكبر والصرع الجزئي أو الأصغر) ولكل نوعٍ منهما نوباته الخاصة به، ففي الصرع الأعظم يفقد الشخص وعيه لعدة دقائق حين تأتيه النوبة، ويصبح جسمه جامداً ويرتجف بشكل متشنج. وقد يصاحب هذه النوبة عض اللسان أو التبول أو الإصابة بجرح إذا وقع الشخص فجأة.
أما في الصرع الأصغر فتكون النوبة جزئيَّة، قد تحدث مع شخصٍ في اليقظة أو مع شخصٍ مشوشٍ أو فقد الصلة مع الواقع المحيط به. وتختلف النوبات الجزئيَّة من حيث طبيعتها فقد يكون بعضها مركّزاً في منطقة واحدة من الجسم، مثل فك أزرار القميص وتزريره، أو تحريك الذراع بشكلٍ مستمر. وقد نجد في نوبات أخرى تصرفات معقدة مثل إغلاق وفتح الشفتين.
ما يحصل في ثقافتنا أنَّ الكثير من أمهاتنا يصفن حالة الصرع الأصغر بـ"الشمرة".
وعليه فإنَّ حالة سجاد تتطلب مراجعة طبيَّة متخصصة للتأكد من عدم وجود إصابة في الرأس أو التهاب عضوي حاد، فإنْ تم تحديد السبب فسيكون العلاج ممكناً، وبخلافه فإنَّه ينصح بمراجعة مستشفى ابن رشد الكائن في ساحة الأندلس لإجراء الفحص النفسي.