وليد خالد الزيدي
تتوفر في العراق مقومات نهضة اقتصادية كبيرة وعوامل انتعاش حقيقي تتمثل بسعة القواعد الطبيعية الغنية والمتنوعة ما يمكن أن تسهم في الخروج من أي أزمة محتملة لاسيما مشكلات قطاع البترول المتأرجح على الدوام وتقلبات أسعاره ومقادير إنتاجه وسياسات الدول لتسويقه ومن تلك المقومات الموقع الجغرافي المتميز للعراق ما جعله همزة وصل بين دول آسيا شرقاً وأوروبا غرباً كما تعد مطاراته نقاطاً هامة على خريطة الخطوط الجوية العالمية فهو يستأثر بنقل جوي واسع من حركة نقل الركاب القادمين إليه والمغادرين منه وفي رحلات باتجاهات مختلفة.
وهنا لا بد من سعي حثيث للعمل على تقليل المسافات بين الدول وسرعة الاتصال لنقل تكنولوجيا الطيران وثقافة النقل الجوي مع دول العالم لما يشكله النقل الجوي العراقي كعنصر أساس في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لكونه حلقة وصلٍ بين فروع النشاطات الاقتصادية وأداةً ضروريةً لخدمة القطاعات المنتجة والمواصلات والتبادل السياحي ولا يمكن تصور تنمية أي مجال دون أن يلعب النقل دوراً حيوياً وحاسماً فيه ومع مختلف البلدان ومنها بولندا باعتبارها بلداً أوروبيا له مكانته على مستوى العلاقات الدولية لاسيما بعد ان بدأت حكومة البلد الصديق بتغيير صورة علاقتها مع العراق وتجلى ذلك نهاية عام(2008) حينما سحبت السلطات البولندية جميع قواتها البالغة (900) عسكري بعد مشاركتها بالحرب في العراق عام (2003) مع بقاء بعض مستشاريها العسكريين كما قدمت مساعدات إنسانية لبغداد أثناء محاربة الإرهاب ومجاميع داعش عام(2014) حتى أصبحت عضواً نشطاً في التحالف المناهض لهذا التنظيم منذ ذلك الحين.
لكن ما وثق تلك العلاقة هو اشتراك بولندا مع العراق بروابط اقتصادية متبادلة يمكن تنميتها لتعزز مكانة العراق الاقتصادية في المجتمع الدولي ومن خلال قطاع الطيران المشترك بين بغداد والعاصمة البولندية وارشو وهذا ما جعل القائم بالأعمال العراقي المؤقت في بولندا مقداد أيوب المندلاوي يقوم بدعوة سلطة الطيران المدني البولندية إلى تفعيل خطوط الطيران مع بغداد حينما التقى رئيس سلطة الطيران المدني هناك(بيوتر سامسون) مؤخراً في وارشو.وهنا لا بد من التأسيس بدءاً على أنَّ نجاح تلك الدعوة ترتكز على تطوير النوايا بشكل جدي لتعزيز التعاون الثنائي بين سلطتي الطيران المدني العراقية والبولندية ومن شأن ذلك تذليل العقبات التي قد تعرقل تسيير الرحلات بين بغداد ووارشو وتطوير الاتفاقيات السابقة للنقل الجوي بينهما نظراً لأهمية موقع العراق الستراتيجي كبوابة للشرق الأوسط وتوجهات الحكومة العراقية بتحويل البلاد إلى محور اقتصادي ونقطة جذب مهمة على المستوى العالمي ومركز سياحي لدول المنطقة .رغبة مسؤولي البلدين المتبادلة لإعادة تسيير الرحلات بين بغداد ووارشو ترتكز على تنمية وتنشيط عمل مكتب الخطوط الجوية العراقية في العاصمة البولندية ورحلاتها الجوية من وإلى بغداد لتكون انطلاقة واعدة نحو العالم.