جودة الأداء قبل الأسماء

الرياضة 2023/07/13
...

علي حنون

كنا باستمرار نَجد أن الاستعانة باللاعبين المُغتربين فيه من المَطلوب ما يُمكن أَن يُشكل موضوعة إيجابية، لطالما أننا وقفنا من خلال المتابعة لمُستوياتهم وقدراتهم على إيجابية حاضرة، وجدنا فيها ما يَبعث على الأمل بالمُساهمة الحقيقية في إضافة لمسات أدائية عالية، وهذه فلسفة لن نُحيد عنها كنقاد ومُتابعين، لكن ذلك لا يعني وفي أبعاد تعاطينا مع هذا الملف المهم، أن نُثقل كفة على أخرى في ميزان رؤيتنا المهنية وأن نعمد الى سياسة تفضيل أسماء على أخرى لمُوجبات واهية، لأننا كشركاء في دعم هذه الفعالية، نبحث عن الأفضل ولا يُمكن أن ننظر إلى الاسم أو من أين حضر، كمعيار للمُفاضلة.
في محطات ماضية، بدت لنا شواهد عكست حضورا مُتواضعا لعَينة من اللاعبين المُحترفين وفي أخرى وجدنا تدنياً واضحاً لمُؤشر عطاء آخرين يتواجدون في الدوري الوطني، وفي هذه الرؤية دليل لا يُدحض على ان النظرة يجب ان تكون مُحايدة ومنطقية نرى فيها العطاء والإمكانية على خدمة الفريق تتقدم معايير الاختيار، بغض النظر عن الشؤون والشجون الأخرى، التي هي في جوهرها تنشد أخذنا الى أماكن بعيدة عن المهنية وإدخالنا في نفق (شخصنة) الأمور لدوافع ليست لها علاقة، لا من قريب ولا من بعيد، بمصلحة المنتخبات الوطنية، ولنا في الاختلاف بوجهات النظر، التي يشهدها الشارع الرياضي ومنصات التفاعل في مواقع التواصل الاجتماعي وحتى في بعض البرامج الرياضية، برهان على ان الحال في محطات بعينها بدت تقودها المصالح الشخصية.
وهنا لا بد من السعي للنأي عن التفكير غير الناضج بصدد سلوك بعض اللاعبين المحليين والمُتابعين، في ما يتعلق بموضوع تواجد المُحترفين في قوائم المنتخبات الوطنية، والتي ينظرون عبر نافذتها للمغتربين وكأنهم جَسم لا يَقوى على التفاعل مع الآخرين من لاعبي الدوري الوطني، نظير تأخر عملية انسجامهم مع أقرانهم الوجوه المحلية، لأسباب ربما تَعود إلى البيئة، التي يَعيشها المُغترب وطريقة التعاطي الاجتماعي مع مُختلف الموضوعات وهو ما انعكس سلبا على إمكانية اندماجه بصورة سريعة مع بَقية اللاعبين، وبالنتيجة رُسمت اللوحة الضبابية عنهم في مُخيلة الآخرين، كما وأننا في الوقت نفسه نتطلع من الذين يُهاجمون اللاعب المحلي إلى أن يركنوا الى تغيير اتجاه بوصلة تفاعلهم ليقفوا عند نقطة التقاء فيها الإنصاف والتوازن في التعاطي مع لاعبي المنتخبات الوطنية، برؤية فنية بحتة.
نَعتقد أن المنطق يُحتم على مدربي المنتخبات الوطنية،إيلاء الاهتمام الكبير، بالأسماء التي يُمكن أن تكون - باستمرار – أكثر تأهبا وتستطيع أن تنسجم مع سياستهم التدريبية وتعطي أكثر من غيرها اعتمادا على هضمها للأفكار الأدائية، لأن الهدف هنا أسمى من الأسماء وغايتنا الأولى هي خلق منتخبات وطنية قادرة على إصابة أهدافها وتُشكل نجومها إضافة إيجابية يُمكن أن تُؤشر لنا دقة الاختيار وصواب التوجه، إذ إن الاعتماد على لاعبي الدوري والمُحترفين في ذات الوقت يُمثل حافزا كبيرا أمام الجميع لتقديم المستوى الأفضل، طالما أن إمكانية بلوغ المُراد الأكبر وهو تَمثيل المنتخب الوطني، موضوعة قائمة ومُتاحة.