حكاية.. فاطمة مهداة إلى الأسرة العراقية

منصة 2023/07/13
...

من عادتي أنني أتابع البرامج التلفزيونيَّة المعنيَّة بالصحة النفسيَّة في الفضائيات العربيَّة والأجنبيَّة، ولفت انتباهي ما روته (فاطمة - 30 سنة) لمقدم البرنامج عن قصتها مع أسرتها.
فبعد أنْ توفيت والدتها ظلت تبكي عليها كثيراً وتغير تعامل اخوتها معها وصاروا يتحكمون بحياتها (وإيمانهم بأني مسحورة).
وفي أحد الأيام ضربوها وكتفوا يديها وطلبوا سيارة إسعاف ونقلوها الى المستشفى، ومنه الى مستشفى الصحة النفسية بدعوى أنها مصابة بانفصام الشخصية
(شيزوفرينيا).
كانت فاطمة فعلاً مصابة بانفصام الشخصية، لكنها أكملت العلاج خلال مكوثها بالمستشفى لمدة ثلاث سنوات.

وكانت الصدمة!
فحين اتصل الطبيب المعالج بأهلها فإنَّهم رفضوا تسلمها، مع أنَّ الطبيب شرح لهم أنها أكملت علاجها وأنها تماثلت للشفاء وأنها تستطيع أنْ تعيش حياتها طبيعيَّة، وتفاجأ أنهم أغلقوا خط الاتصال بوجهه رافضين تسلمها، وحجتهم أنها لا زالت مريضة، مع أنَّ فاطمة حصلت على تقريرٍ يثبت تعافيها من المرض النفسي وأنَّ حالتها لا تشكل خطورة على نفسها أو على
أسرتها.
المفجع في هذه الحكاية - ولدينا في العراق المئات مما هو أوجع - أنَّ الأسرة تستسهل الخلاص منها ومن (عارها) بتركها بالمستشفى الى يوم تموت، وأنَّهم حتى لو أبلغوا بأنَّها ستدفن فإنَّهم
لا يحضرون.
تُرى كم مثلها ستكون نهايته؟
عند أطباء مستشفى الشماعيَّة والعباسيَّة الخبر اليقين.

نلتقيكم الخميس المقبل