الدولار يرتفع عالمياً لـ 3 أسباب

اقتصادية 2019/04/27
...

عواصم/ متابعة
 
 
تعيش العملة الأميركية في الفترة الحالية أفضل حالاتها منذ بداية 2019، فمؤشر الدولار الرئيس يُسجل أعلى مستوى منذ 22 شهراً، لتتفوق العملة الأميركية على باقي أقرانها من العملات الرئيسة.
وعلى الرغم أن الدولار أظهر ضعفاً في الأداء في مطلع العام الحالي، إلا أنه مؤخراً شهد تحسناً ملموساً بدعم عوامل عديدة أبرزها هدوء المخاوف تجاه السياسة النقدية، وتحسن البيانات الاقتصادية، إلى جانب ضعف أداء باقي العملات والذي يصب في مصلحة الورقة الخضراء. وفي الأسبوع الماضي سجل مؤشر الدولار الرئيس والذي يقيس أداء العملة أمام 6 عملات رئيسة أعلى مستوى في 22 شهراً حيت تجاوز مستوى 98.32. أما منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية تعاملات 23 نيسان، فإن مؤشر الدولار الرئيس ارتفع بنسبة 1.5 بالمئة.
 
تحسن البيانات
كان السبب الرئيس في تدهور أداء الدولار في نهاية العام الماضي هو الإغلاق الحكومي بسبب أزمة بناء الجدار الحدودي وما ترتب على ذلك من توقعات بتباطؤ حاد للاقتصاد قد يصل للركود، وتأكد ذلك مع بداية العام عبر البيانات السلبية وتخفيض صندوق النقد الدولي لتقديرات نمو الاقتصاد العالمي.
ولكن منذ الشهر الماضي والبيانات الاقتصادية تتحسن على الرغم من خفض الصندوق مجدداً تقديرات النمو.
وأظهرت البيانات الاقتصادية أن الاقتصاد الأميركي أضاف 196 ألف وظيفة خلال شهر آذار مقارنة مع 33 ألف وظيفة في شباط والتي كانت أقل مستوى في 17 شهراً.
وواصلت البيانات الاقتصادية تعافيها، حيث ارتفعت مبيعات التجزئة الأمريكية في شهر آذار الماضي بأعلى وتيرة في عام ونصف وذلك بنحو 1.6 بالمئة.
كما أن قطاع العقارات الأمريكي أظهر تحسناً ملحوظاً حيث ارتفعت المبيعات الجديدة للمنازل في آذار إلى 692 ألف وحدة، وهو أعلى مستوى منذ تشرين الثاني 2017.
 
سياسة الفيدرالي
في الشهر الماضي نمت مخاوف المستثمرين تجاه بنك الاحتياطي الفيدرالي عقب اجتماعه الأخير والذي أعلن تراجعه عن أي قرار يخص زيادة معدل الفائدة في العام الجاري.
وقال البنك عقب اجتماعه في شهر آذار، الذي قرر خلاله تثبيت معدل الفائدة، إنه يتوقع عدم رفع معدل الفائدة في العام الجاري مقابل التوقعات السابقة لزيادتها مرتين، كما أنه خفض تقديراتها زيادتها في 2020 من مرتين إلى مرة واحدة.
 
دعم الدولار
وإن كانت الأوضاع تتحسن داخل الولايات المتحدة فإن عدم اليقين لايزال يسيطر على الأجواء داخل أوروبا، الأمر الذي يضغط على عملتي اليورو والإسترليني ويدعم مركز الدولار الأميركي في المقابل.
ووجهت مذكرة لبنك “جولدمان ساكس” في مطلع الشهر الجاري بشراء الدولار الأمريكي والسندات بسبب الاضطرابات في الأفق بالنسبة للاقتصاديات الأخرى.
وترى المذكرة أن الدولار هو أفضل رهان وأن الموجة الصعودية في السندات هي فرصة شرائية لهؤلاء الذي يروا تلك وجهة النظر التشاؤمية بالنسبة للأوضاع العالمية. وفي المقابل يرى بنك “مورجان ستانلي” أن الدولار الأمريكي سيشهد تراجعاً 6 بالمئة بحلول نهاية العام الجاري مع التباطؤ النسبي للنمو في الولايات المتحدة والاحتياطي الفيدرالي المتشائم. وقال الاستراتيجيون في البنك الأميركي: “نعتقد ان الدولار وصل إلى ذروته خلال الدورة الاقتصادية، وسوف ينخفض أكثر من توقعات السوق ولن يكون أداة تنويع المحفظة التي تتوقعها الحكمة التقليدية”.