موسم الشرطة.. تراجع.. إقالة والختام مسك

الرياضة 2023/07/17
...

  بغداد: بلال زكي


موسم متقلِّب وحافل بالتناقضات عاشه نادي الشرطة وجماهيره، فبعد بدايات مترنِّحة جعلت الفريق يقبع بالمركز التاسع في الثلث الأول من عمر المسابقة، مروراً إلى اتخاذ الإدارة قراراً بإبعاد المدرب المصري مؤمن سليمان مع بداية المرحلة الثانية، ليصل القيثارة بعدها إلى مبتغاه بنيل لقب الدوري الكروي الممتاز للموسم الثاني على التوالي قبل جولة من النهاية، وبهذا يكون مسك الختام هو الفصل الأسعد بالنسبة لإدارة وجماهير ولاعبي الفريق في الموسم الحالي.


تراجع

لم يكن أشد المتشائمين متوقعاً لسيناريو البدايات المحبطة للشرطة في الموسم الحالي، إذ وجد الفريق، وهو حامل لقب النسخة الماضية والمرشح الأبرز للاحتفاظ بلقبه، نفسه بعيداً عن صراع المراكز الأربعة الأولى، لا بل لم يكتف بذلك فقط وإنما شهدت الجولة التاسعة من المرحلة الأولى تراجع القيثارة للمركز التاسع في جدول الترتيب برصيد 13 نقطة فقط، جمعها من ثلاث حالات فوز وأربعة تعادلات مقابل خسارتين، ليتخلف بفارق ثماني نقاط عن المتصدر آنذاك القوة الجوية وسبع نقاط عن صاحبي المركزين الثاني والثالث الكهرباء والنجف، وست نقاط عن الزوراء رابع سلم الترتيب.

ولم تكن المعالجات شافية في المرحلة الأولى، إذ بقي الخط البياني لنتائج الفريق متفاوتاً، تارة يحقق الفوز على منافسين مباشرين، وأخرى يتعثر فيها أمام أندية تكاد إمكاناتها لا تذكر أمام ما متوفر للشرطة.


إقالة بالتراضي

«رُبَّ ضارة نافعة” هي أصدق مقولة يمكن أن تصف حال الشرطة، فبرغم الآثار النفسية الكبيرة التي خلَّفتها الخسارة أمام الغريم الزوراء بهدفين مقابل هدف وحيد في اللقاء الذي ضيَّفه ملعب الشعب الدولي لحساب الجولة الثانية من المرحلة الثانية للمسابقة، إلا أن ما تلا تلك الخسارة كان يستحق، إذ جاء القرار المفاجئ في وقته بإعلان الإدارة اتفاقها مع المدرب المصري مؤمن سليمان على تنحيته عن قيادة الفريق وتقديم الشكر له نظير الخدمات التي قدمها طوال فترة عمله، مع إسناد المهمة للمدرب المساعد أحمد صلاح يرافقه حسين عبد الواحد ومدرب اللياقة البدينة مازن عبد الستار.

وفور تسمية صلاح تغير حال الشرطة للأفضل على صعيد النتائج، إذ خاض الفريق معه 16 مباراة لغاية الآن على صعيد مسابقة الدوري، حقق العلامة الكاملة في 12 منها، أمام الديوانية “3-0” والنفط “1-0” وأربيل “2-1” والطلبة “3-0” ونفط البصرة “2-0” والصناعة “1-0” وزاخو “1-0” ونوروز “1-0” والنجف “5-0” والقاسم “1-0” والكهرباء “2-0” ونفط ميسان “3-0” وتعثر في ثلاث مناسبات بنتيجة هدف من دون مقابل أمام نفط الوسط والكرخ وكربلاء وتعادل في واحدة سلباً 

مع القوة الجوية.


مسك الختام

ومع إشارتنا إلى التحسُّن الملحوظ في النتائج رفقة أحمد صلاح، كان الختام مسكاً بالنسبة للشرطة، وما ساعد ذلك الختام المسك وبشكل أساس التراجع الخطير في النتائج للأندية المتنافسة معه بشكل مباشر وهي القوة الجوية والزوراء والكهرباء، التي عانت من مشكلات إدارية وفنية وأخرى تتعلق بقلة الخبرة على غرار انتخاب إدارة جديدة للصقور ومن ثم إعلان إقالة الجهاز الفني السابق بقيادة قحطان جثير وتسمية مدرب الشرطة السابق المصري مؤمن سليمان على رأس الجهاز الفني، أما الزوراء فلم يكن أفضل حالاً من غريمه الجوية، إذ رضخت الإدارة البيضاء لمطالبات الجماهير بإقالة المدرب أيوب أوديشو وتعاقدت مع لاعبها السابق المدرب الشاب حيدر عبد الأمير الذي لا يمكن إلقاء لائمة تذبذب النتائج عليه بشكل كامل شأنه في ذلك شأن المدرب مؤمن سليمان كونهما تسنّما المهمة ونافذة الانتقالات مغلقة ولا توجد وسيلة ممكنة لإضافة أي لاعب لتعزيز القائمة ومعالجة الثغرات، أما الكهرباء الذي يتمتع بالاستقرار الفني والإداري فدفع ضريبة قلة التجربة والخبرة، كون أغلب لاعبيه لم يعتادوا التنافس الطويل وهو ما بدا واضحاً في الجولات الأخيرة التي أهدر فيها نقاطاً ثمينة كلفته التراجع غير المتوقع.


فرصة للمراجعة

وإزاء كل ذلك ينبغي التأكيد على أن الشرطة بما مرَّ به من تقلبات وتناقضات نراه الأحق بخطف اللقب، وما تجربة الموسم الحالي إلا فرصة لجميع أطراف اللعبة «اتحاد الكرة، إدارات الأندية، الأجهزة الفنية، اللاعبين، الحكام، وحتى الجماهير» من أجل مراجعة شريط الأحداث بدقة، والعمل بجد على ردم الهفوات وتعزيز الإيجابيات، لاسيما أننا مقبلون على انطلاق دوري المحترفين الذي نأمل له أن يكون الانطلاقة الحقيقية لنهضة شاملة لكرتنا.