النحل يعاندُ الجفافَ لإنتاج العسلِ في العراق

الصفحة الاخيرة 2023/07/17
...

 الرغيلة: أ ف ب


عند أقدام أشجار النخيل الفارهة، يرفع محمد العلياوي الغطاء عن إحدى خلايا النحل المزدحمة التي يهتمّ بها في منطقة ريفيَّة في وسط العراق، حيث أثّر الجفاف وارتفاع درجات الحرارة في إنتاج العسل.

وزّعت الشركة التي يعمل بها العلياوي في محافظة بابل العشرات من خلايا النحل على موقعين. وسط البساتين العطشى في قرية الرغيلة، صفّ نحو 40 صندوقاً خشبياً قرب حقول الشمام والبطيخ التي تنازع تحت شمس حارقة وفي أرض متشققة.

وللإفلات من درجات الحرارة الصيفيَّة التي تناهز الخمسين درجة مئويَّة، غيّر العلياوي موقع جلّ خلاياه لإنتاج العسل خلال الصيف. فقد نُقلت سبعة مواقع إلى جبال كردستان العراق في الشمال، حيث تنعم النحلات بطقسٍ لطيفٍ وخضرة وفيرة، تُعدّ مصدراً مهمَّاً للرحيق وحبوب اللقاح.

يشرح العلياوي، وهو نائب رئيس جمعية نحالي النجف، أنه "ما لم ننقل النحل فسوف يُنهك"، مشيراً إلى أنَّ الحرارة المثالية للنحلة تراوح بين 30 إلى 35 درجة مئويَّة.

ويضيف مربي النحل البالغ 43 عاماً والذي يعملُ في هذا القطاع منذ العام 1995، أنَّ "الجفاف" كان له وقعٌ مباشرٌ على النحل الذي يتأثر بالغطاء النباتي، "فإذا توفرت المياه سوف تكون هناك زراعة وغطاء نباتي".

وليجد النحل حالياً النبات للتلقيح، عليه قطع مسافات أطول من المعتاد، "أربعة أو خمسة كيلومترات"، وفق العلياوي، بينما كان عليه في السابق اجتياز مئات الأمتار فقط.

ويضيف العلياوي، وهو مدير مناحل لدى شركة خاصة، بأنّ ذلك يؤثر في متوقع عمر النحلة، فـ"النحلة الشغالة بالظروف الجيدة تعيش 60 يوماً، لكن بهذه الظروف تعيش 20 يوماً".

نتيجة لذلك، وفي حين كانت خلية النحل الواحدة تنتج قبل أكثر من 20 عاماً بين 20 إلى 25 كيلوغراماً من العسل، لا يتخطى إنتاجها اليوم الخمسة كيلوغرامات، وفق العلياوي.

في صبيحة أحد أيام تموز، يتفقد العلياوي مع أعضاء من فريقه، مرتدين عدة للحماية ومغطّين وجوههم، خلايا النحل في الرغيلة. يستخدم النحالون مدخنة لتهدئة النحل، ثم يرفعون الأغطية ويُخرجون إطارات. على الخلايا الشمعية، تجمّعت النحلات العاملة حول الملكة، الأكبر حجماً بشكل ملحوظ.

يبدي هاشم الزهيري، مدير قسم النحل في وزارة الزراعة، تفاؤلاً بوضع إنتاج النحل في البلاد. ويقول إنه في العام 2022، بلغت كمية إنتاج النحل في العراق، باستثناء إقليم كردستان، 870 طناً، مقابل 700 طن في العام 2021. ويقول "عام بعد عام نشهد فرقاً نحو الأفضل، والعمل مستمر".