ما بعد الأولمبياد العربي

الرياضة 2023/07/18
...

خالد جاسم

*اختلفت الرؤى والتقييمات حول مجمل الحصيلة التي خرجت بها الرياضة العراقية من مشاركتها الأخيرة في الدورة الرياضية العربية الثالثة عشرة التي اختتمت في الجزائر قبل أيام فهناك من وصف الحصيلة بالإيجابية، وآخرون وصموها بالسلبية، بينما ذهب آخرون إلى وضع هذه المشاركة في خانة رمادية لا تحتمل أي وضوح في الألوان أو تفصل بين الأسود والأبيض . والواقع أن الحضور الرياضي العراقي في دورة الجزائر يتحمل كل التقييمات المختلفة كما ازدان هذا الحضور بالسلب والإيجاب بكل تأكيد، لكن الثوابت الأساسية في ملف مشاركتنا في الدورة العربية تبقى كما هي على أصعدة عدة منها أن ما رصد من أموال لأجل تحضير وإعداد منتخباتنا للحدث العربي الكبير هو رقم ممتاز نادرا ما تحظى به أي مشاركة رياضية عراقية بهذا الحجم وهو مؤشر على حجم الاهتمام والدعم الحكومي والرسمي للرياضة .. كما أن المشاركة في دورة الجزائر كانت تمثل شعارا بل وهدفا مركزيا رفعته اللجنة الأولمبية العراقية وحشدت من خلاله الدعم والمتابعة المستمرة للاتحادات الرياضية التي أعلنت مشاركتها في الدورة وفق ضوابط ومعايير فنية معروفة مع ما بذل من مجهودات من اللجنة الفنية الاستشارية المعاونة التي عقدت سلسلة اجتماعات مع تلك الاتحادات وخرجت بتقييمات فنية رصينة وضعتها على طاولة اللجنة الأولمبية كي تحدد الأخيرة ملامح المشاركة العراقية بصورتها النهائية برغم أن الاتحادات المركزية قد أخذت قصب السبق وحسمت مشاركتها في الدورة العربية في ضوء ما قدمت من تعهدات تعتمد على معيار النتائج والترتيب في سلم المراكز وهي تعهدات لم ترتق إلى الحد الأدنى من المصداقية بعد أن كشفت منافسات الأولمبياد العربي ضحالة معظم مستويات المنتخبات الوطنية وعدم توافق ما قدمته اتحاداتها من رؤى وتصورات سبقت انطلاق الدورة، مع ما تحقق على أرض الواقع في الجزائر على صعيدي المستويات والنتائج، وبشكل فاق التوقعات والحسابات التي سبقت المشاركة في الحدث العربي . وأمام تباين الحصيلة العراقية في الدورة العربية واختلاف مستوى أداء المنتخبات الوطنية بشكل يفرز بوضوح جدية ومثابرة وحسن تخطيط اتحادات معينة كرفع الأثقال والجودو والملاكمة وكرة اليد، في مقابل فشل صريح وواضح لاتحادات رياضية أخرى، فإن الأولمبية مطالبة في ضوء ما تعتزم عقده من مؤتمر موسع يتناول المشاركة العراقية في الدورة العربية، بوضع معايير وضوابط جادة وصارمة في التعامل مع الاتحادات الرياضية وفقا لما تحقق لها في الجزائر،  إذ لا يجوز بعد الآن وضع المجتهد والمثابر مع الكسول والخامل في كفة تقييم وسلة حساب واحدة مثلما أن النية الجادة والقائمة على سياسة أو مبدأ الثواب والعقاب التي أفصح المسؤولون في اللجنة الأولمبية العراقية عزمهم تطبيقها في ضوء ما تحقق في الدورة العربية، يجب أن لا تكون مادة للاستهلاك الإعلامي أو مجرد وعود فضفاضة أملتها ردة الفعل وانعكاسات ما حدث، الذي كشف الغث والسمين ..ووضع الرياضة العراقية على أعتاب مرحلة جديدة تتطلب مغادرة واقعية لآليات العمل السابقة وتأسيس آليات جديدة تضع الأمور في نصابها الصحيح ومسارها المنطقي السليم .