رغد البصام.. تبثُّ الأملَ وتلهمُ الشبابَ

الصفحة الاخيرة 2019/04/28
...

بغداد/ نورا خالد 
 
لم يُفقد المرض الشابة رغد البصام ابتسامتها ولم يستطع أنْ يخفيها، تسلحت بالصبر والعزيمة والأمل حتى اجتازته بعد رحلة طويلة مع الألم والخيبات والتغيّرات الجسديَّة والنفسيَّة على حياتهاتعودُ البصام بالذاكرة الى العام 2017 عندما شخَّصَ الأطباء إصابتها بالمرض الخبيث فكان ردها "إنه كباقي الأمراض يحتاجُ الى العلاج ليشفى"، لكن ما أخافها فعلاً هو ردة فعل الأهل والأصدقاء التي كانت أقسى ما عانت منه، كما تقول إذ "انتابهم خوفٌ أشعرني بأنَّ حياتي انتهت، او ستنتهي قريباً".
وأضافت "بدأت معاناتي مع المرض لكني لم أستسلم، وكنت متفائلة، وخصص الأطباء لي 12جلسة بالعلاج الكيمياوي، وبعض المضادات الحيويَّة، لأدخل في رحلة تحدٍ مع السرطان ولم أفكر يوماً أنه سيهزمني".
وصلت الشابة ذات العشرين عاماً إلى مرحلة تتراوح فيها بين الحياة والموت وكان الأخير هو الأقرب لها عندما أنهت الكورس العلاجي وأجرت الفحص النهائي وأبلغها الطبيب المعالج بعدم تقبل جسمها للعلاج وأنَّ المرض قد استفحل وعليها إعادة 
جرعات الكيمياوي..
بعيون دامعة وابتسامة ملؤها الأمل تستذكر البصام محنتها: "بعد تجاوز الصدمة الأولى لم يبق أمامي سوى المضي قدماً بالعلاج رافضة الكيمياوي ففكرت في تجربة (تجويع الخلايا السرطانية) التي شاعت على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً، وهو نظام غذائي يعتمدُ على الإكثار من الخضر والفواكه والابتعاد عن اللحوم لمدة أربعة أشهر، وبعد انتهاء هذه المدة كررت الفحص فوجدت المرض قد تطور الى المرحلة الثالثة وانتشر في مكان آخر".
لم يعد أمام البصام خيار سوى السفر الى خارج العراق عسى أنْ تجد علاجاً لمرضها الذي بدأ ينتشر، فكانت محطتها الأولى تركيا ومن ثم بيروت والهند، حيث أجمع الأطباء هناك على أنَّ العلاج الذي أعطي لها في العراق غير مناسب لنوع مرضها، ما أدى الى استفحال المرض وعدم الشفاء..
"قررت أنْ أواصل علاجي في الهند وأبدأ الرحلة من جديد وكنت مؤمنة ولدي يقين أنني سأشفى، وفعلاً بعد الجرعة الثالثة من أصل ست تبين أنَّ جسمي خالٍ تماماً من المرض"، قالتها بفرح غامر.
على الرغم من إصابتها بالمرض، لكنها دأبت على تقديم المشورة والدعم للعائلات والأطفال والشباب الذين يعانون من مرض السرطان من خلال صفحتها على (الفيس بوك)، إذ دفعتها تجربتها منذ تشخيصها بالمرض حتى شفائها إلى مساعدة الآخرين من خلال التعريف بالمرض والعلاج ونشر التوعية حول كل ما يخص السرطان وبث الطاقة الإيجابيَّة للمريض كي يشعر بقيمة الحياة ونعمة المحبة. 
أمضت البصام سنتين في مقاومة السرطان في رحلة مليئة بالمعاناة والألم، إلا أنَّ ذلك لم يثنها من مصارعة المرض والتغلب عليه حتى حولت تجربتها إلى نموذج وعبرة لمن يشبه حالها.
وكرمتها المفوضية العليا لحقوق الإنسان مؤخراً بحصولها على أعلى نسبة تصويت في مسابقة (نساء عراقيات ملهمات) التي أقامتها السفارة البريطانية في العراق، وهكذا أصبحت رغد ملهمة للكثير من الشباب بعد أنْ حاربت السرطان وقهرته.