بغداد: شكران الفتلاوي
أجمع خبراء ومهتمون على أنَّ اكتمال المراحل الأولية من طريق التنمية، والذي يتم العمل في قسمه الأول، الذي يمتد من مدينة الفاو في البصرة وصولاً إلى مدينة الناصرية، يمثل محفزاً وخطوة أولية مهمة تتبعها مراحل لاحقة لنقل اقتصاد البلد إلى مرحلة جديدة متنوعة ومستدامة، مؤكدين أهمية ذلك الطريق في جذب الشركات الاستثمارية العالمية والعاملة في مختلف المجالات.
وأعلن العراق عن مشروع خطّ بري وخط لسكك الحديد يصل الخليج بالحدود التركية، يطمح من خلاله إلى أن يكون طريقًا أساسيًّا لنقل البضائع بين الشرق الأوسط وأوروبا، في حين أكدت المتحدث باسم وزارة النقل، شذى راضي، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أنَّ "الخطوات الأولى لإنجاز طريق التنمية بدأت فعلياً، وتم تأسيس مقر للمشروع في المحطة العالمية التابعة للشركة العامة لسكك حديد العراق". وشدّد رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، على أنَّ "الحكومة ماضية باتجاه إنجاز مشروع طريق التنمية، لما يتضمنه من عائدات اقتصادية كبيرة للعراق، وخلق فرص للعمل والتنمية المستدامة، تمتد منافعها على عموم المنطقة، بما يعزز مواجهة التحديات الاقتصادية الإقليمية والدولية".
الخبير الاقتصادي الدكتور نبيل المرسومي، عدَّ في حديث لـ"الصباح" طريق التنمية بالمحفز للشركات العربية والأجنبية للدخول في استثمارات كبيرة في هذا المشروع الحيوي حال اكتمال مراحله المعدة وتنفيذ ركائزه الأساسية.
وتابع المرسومي أنَّ الطريق يمتد إلى أكثر من 1200 كيلو متر ويربط الفاو بفيشخابور التركية ثم إلى اوروبا بتكلفة "المرحلة الأولى" تبلغ 17 مليار دولار تمتد إلى خمس سنوات بخطين بريين، الأول للشاحنات والآخر للسكك الحديد لنقل البضائع والمسافرين.
وأشار المرسومي إلى أنَّ الطريق مازال في مراحل التصاميم الأولية حيث استلمت مديرية السكك الحديد في العراق تصاميم المقطع الأول والذي يمتد من الفاو الى الناصرية، لافتاً إلى أنَّ هناك فرقاً تعمل على طول الطريق الممتد من الفاو الى فيشخابور التركية بتحريات التربة، كونه سيربط الشرق بالغرب من خلال العراق ليصبح حلقة ربط تجارية مهمة تتبعها مراحل لاحقة بإنشاء مدن ومجمعات صناعية وتجارية ومحطات للطاقة الكهربائية على جانبي الطريق تنجز في المرحلتين الثانية والثالثة والتي تمتد حتى العام 2050. المهتم بالشأن الاقتصادي عماد المحمداوي أوضح لـ"الصباح" أن طريق التنمية، والتي انتهت الشركات المعنية من إعداده للتنفيذ، سيسهم بتحويل اقتصاد البلد الريعي والمعتمد على النفط الى اقتصاد متنوع مليء بالمشاريع الاستثمارية، فضلاً عن تهافت العديد في دول العالم للدخول في المجالات كافة، أملاً بأن يبدأ العمل به على أرض الواقع والانتهاء من مرحلة الإعدادات واتخاذ الإجراءات اللازمة بهذا المنحى.
وكان المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، أكد أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان متحمس لمشروع طريق التنمية ولم تفرض أنقرة أو أي دولة شروطاً للدخول فيه، لافتاً إلى إكمال تصميم القسم الأول من الطريق البري.
وكشف العوادي، أنَّ" توقيع عقد تصميم الطرق البرية والسكك الحديد بين وزارة النقل والشركة الإيطالية الاستشارية وصل إلى مراحله النهائية والشركة أكملت تصميم القسم الأول من الطريق البري الذي يمتد من مدينة الفاو في البصرة إلى مدينة الناصرية والعمل ماضٍ لتوقيع العقد النهائي مع الشركة".
وأكد" وصول العشرات من العطاءات من شركات محلية وأجنبية ودول أبدت رغبتها بالمشاركة في تنفيذ طريق التنمية واللجنة العليا المشرفة على هذا المشروع ستتخذ قرارات أولية مهمة هذا الأسبوع".