زراعة العنبر قد تختفي من العراق وخسائر الفلاحين كبيرة

اقتصادية 2023/07/22
...

 بغداد: نافع الناجي
معلم من معالم العراق هو الأرز العنبر العراقي سوف يغادر المحافظات التي اشتهرت بزراعته وهي النجف، الديوانية والمثنى بعد أن أجبر الجفاف وشح المياه على تغيير الخطة الزراعية في البلاد.

حياة زراعية شاحبة الملامح، وروح خضراء هاجرت ورموز زراعية في الحبوب يبكيها أصحابها جفافاً، وموسم سيغادر أرض الرافدين  طارداً معه آمال وأرزاق عوائل بكاملها وفلاحين اعتادوا زراعة رز العنبر بمساحات تبلغ حوالي ثلاثمئة الى أربعمئة ألف دونم كل عام، ستكون معطلة وخارج الخطة الزراعية للموسم الحالي، الأمر الذي يهدد بفقدان ما لا يقل عن 300 ألف طن من محصول الأرز العنبر المعروف بجودته العالية ورائحته المميزة.
رئيس الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية التعاونية في المثنى عواد عطشان الأعاجيبي، أوضح لـ (الصباح)، أن "الخطة الزراعية المعلنة تبدو هشّة ومستقبل بعض أنواع الزراعات كالرز مثلاً بات محبطاً للمزارعين الذين يعتاشون على هذا المحصول".
 وأضاف "وزارة الموارد المائية أصبحت تقف عاجزة ومكتوفة الأيدي أمام جفاف الأنهر الذي يعيشه العراق، والأراضي الزراعية ستفقد غلّتها وزراعة الرز ستكون مقصورة على البذور ما يعني تضرر بعض المحافظات ولاسيما الفرات الأوسط كالنجف والديوانية والمثنى".
من جهته لفت المزارع حسين عباس العبساوي الى أن "شحّ المياه لن تكون آثاره مقتصرة على محصول الأرز فقط، بل ستتعداه الى محاصيل أخرى عديدة كالخضر والفواكه والبستنة بأنواعها كما ستتضرر بحيرات الأسماك هي الأخرى".
وشدد على أهمية إيجاد حلول سريعة كالتوسع باستخدامات المياه الجوفية أو الاستمطار الصناعي واستخدام طرق ري حديثة لتقليل الهدر وما شابه.
وأصبحت المحافظات الثلاث ضحية خطة زراعية لا تسمح بالزراعة بل ستهتم بمياه الشرب أولاً من خلال اعتمادها على المياه الجوفية،
ويقول خالد شمال المتحدث الرسمي لوزارة الموارد المائية لـ (الصباح): إن "كل المؤشرات الحالية، لا تسمح بتنفيذ خطة زراعية صيفية كما كنا ننفذها في الفترات السابقة"، مضيفاً "سيتم الاعتماد على أولويات تجهيز المياه الخام، والأولوية الأولى هي أولوية مياه الشرب، والأولوية الثانية هي توفير المياه للاستخدامات المنزلية والصحية والبيئية والصناعية، أما الأولوية الثالثة فستكون في قطاع الزراعة والحفاظ على البساتين والمساحات المثمرة وبعض الفواكه والخضر البسيطة فضلا عن الحفاظ على بعض أنواع البذور وأصناف المحاصيل".
وتتواصل المفاوضات والمباحثات الرسمية والفنية مع الجارتين تركيا وإيران، ولكن لا تطفو أية مؤشرات أو ملامح إيجابية لحصول اتفاقات بين البلدان الثلاثة، فيما تطالب وزارة الموارد المائية بموقف حكومي قوي، خالٍ من المجاملات بغية السعي لإنقاذ النهرين الكبيرين اللذين يعدان ملكاً للإنسانية جمعاء، بحسب المختصين.
ويحتاج موسم زراعة الرز في العراق الى مياه مغمورة بكميات كبيرة تصل الى حوالي 12 مليار متر مكعب سنوياً، في حين جعل الجفاف والتبخر الخزين الستراتيجي للبلاد من المياه يتراجع بحوالي 7 مليارات متر مكعب بالمقارنة مع الموسم الصيفي السابق، لذا تم استثناء زراعة الرز الا لمساحات صغيرة جداً (من 350 ألف دونم الى أقل من 10 آلاف دونم فقط) بغية الحفاظ على بذور هذا المحصول، مما سيكبد الفلاحين والمزارعين خسائر قد تصل الى عشرات ملايين الدولارات، بحسب خبراء.