بغداد: محمد الأنصاري
عقب الإساءة البالغة للمصحف الشريف والعلم العراقي التي أقدم عليها نفر ضال في السويد، أقدمت مجموعة عنصريَّة متطرفة في الدنمارك على القيام بفعل مماثل ليل أمس الأول الجمعة، وفيما نبّه رئيس الجمهوريَّة عبد اللطيف رشيد إلى وجود "قصديَّة" تهدف لاستفزاز العراقيين "حصراً" بعد الاعتداءات الآثمة على القرآن الكريم، أعلنت وزارة الخارجية تلبية منظمة التعاون الإسلامي طلب العراق بعقد اجتماع طارئ بهذا الخصوص.
وقال رئيس الجمهورية في بيان: إنه "في الوقت الذي ندين فيه الاعتداءات الآثمة على القرآن الكريم واستفزاز مشاعر المسلمين، ندعو المنظمات الدولية والحكومات الغربية إلى إيقاف ممارسات التحريض وبث الكراهية مهما كانت ذرائعها".
ودعا رشيد "المواطنين والقوى السياسية والفعاليات الدينية والاجتماعية إلى الحذر وعدم الانجرار إلى مخطط الفتنة الذي تنفذه شخصيات وجهات موتورة وحاقدة تعيش في الدول الغربية وتستغل قوانينها لتنفيذ مآربها المشبوهة ضد العراق والعراقيين".
ولفت إلى أنَّ "تسلسل الأحداث يشير إلى وجود قصدية تهدف لاستفزاز العراقيين حصراً وإظهار بلادنا كدولة غير آمنة للبعثات الأجنبية وتدفع نحو إجراءات دبلوماسية سيتضرر منها العراقيون في داخل البلاد وخارجها ممن دفعتهم الظروف إلى الهجرة واللجوء إلى بلدان تشهد اليوم أعمالاً استفزازية".
وأشار إلى أنه "من حق المواطنين والقوى السياسية في العراق التعبير عن غضبهم واستنكارهم لأي اعتداء أو تجاوز على معتقداتهم على ألّا يتسبب ذلك بضرر لدولتنا وشعبنا وحرمان مواطنينا في الخارج من الخدمات الدبلوماسية ومن التواصل مع وطنهم الأم".
ودعا رئيس الجمهورية "جميع العراقيين إلى تفويت الفرصة على المغرضين والانتهازيين الذين يفتعلون الأزمات في الخارج ممن يريدون تشويه صورة العراق الآمن المستقر والإضرار بسمعته الدولية وحرمانه من التعاون مع الدول الأخرى، والتزام الطرق السلمية والقانونية في التعبير عن مواقفهم".
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية، أمس السبت، عن اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي بشأن الإساءة للقرآن الكريم.
وذكرت الوزارة، في بيان، أنه "استجابةً للطلب الذي تقدّمَت به وزارة خارجية جمهورية العراق إلى منظمة التعاون الإسلاميّ ولمرتينِ متتاليتين، إثر ما حصل في مملكة السويد وتلاها في الدنمارك، من الإساءة للقرآن الكريم وازدراء المقدسات واستفزاز مشاعر نحو ملياريّ مسلم حول العالم، سيُعقَد اجتماعٌ طارئٌ لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلاميّ، لبحث ومناقشة أهمّ الإجراءات والمواقف الجماعيّة للدول الأعضاء بهذا الشأن".
وأضافت أنَّ "المسار المُمنهج الذي تلتزمه الوزارة خلال الاجتماع المُقرَّر، يهدف إلى منع الأفعالِ التي تسيء للقرآن الكريم ومقدسات المسلمين، وتضعُ آليّات جماعيَّة لمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، على أن يكونَ ذلك في سياق القرارات الوطنيَّة والدوليَّة".
كما أصدرت وزارة الخارجية بياناً آخر بشأن الاعتداء الجديد الذي أقدمت عليه مجموعة عنصرية متطرفة في الدنمارك ليل الجمعة، وقالت الوزارة في بيان، إنها تدين بعبارات شديدة ومكررة واقعة الإساءة التي تعرّض لها القرآن الكريم، وعلم جمهورية العراق أمام مبنى السفارة العراقية في الدنمارك.
وأكدت الوزارة التزامها التام بمتابعة تطورات هذه الوقائع الشنيعة، التي لا يمكن وضعها في سياق حق التعبير وحرية التظاهر، وتلفت الوزارة إلى أنَّ هذه الأفعال تؤجج ردود الأفعال وتضع كل الأطراف أمام مواقف حرجة.
وفي بيان آخر صدر لاحقاً، قالت الخارجية العراقية إنها تؤكد الالتزام الكامل باتفاقية فيينا لتنظيم العلاقات الدبلوماسية بين الدول، وتجدد خطابها للبعثات الدبلوماسية المقيمة، موضحة أنَّ الحكومة العراقية مسؤولةٌ عن توفير الحماية والأمن للطواقم الدبلوماسية العاملة في جميع البعثات.
وكانت مجموعة عنصرية متطرفة أقدمت في وقت سابق على حرق نسخة من المصحف الشريف والعلم العراقي أمام سفارتنا في الدنمارك، ما زاد من حالة الغضب الذي عمّ الشارع العراقي، وجدير بالذكر أنَّ هذه المجموعة المتطرفة هي المجموعة نفسها التي أقدمت منذ أشهر على حرق نسخة من المصحف الشريف وحرق العلم التركي أمام أبواب السفارة التركية في كوبنهاغن.
وبعد لحظات من بث صور الاعتداء الدنماركي، تجمّع العشرات من أنصار التيار الصدري أمام أبواب المنطقة الخضراء في محاولة للوصول إلى السفارة الدنماركية، إلا أنَّ قواتنا الأمنية حالت دون عبور المتظاهرين وقامت بإعادتهم إلى منطقة التظاهر في ساحة التحرير
ببغداد.