نهضة علي
بعد قطع مسافة تصل إلى 40 كم شمالاً من مركز مدينة كركوك على شوارع تحدها مسافات زراعية وقرى وبيوتات بقرب الشارع الرئيس، موزعة عشوائياً، ووحدات ونقاط عسكرية ومساحات مفتوحة، أدركنا قضاء الدبس والذي يضم بعد مدخله منشآت صناعية ونفطية وغازية وكهربائية ومشاريع اروائية وسدة الدبس ويشطرها نهر الزاب ومناطق خضراء وجسر باي حسن، وغابات الدبس، وتتبعه إدارياً ناحية التون كوبري وناحية سركران شمالاً، ووجدنا أن بالإمكان وضع أسس استثمارية وسياحية لهذه البقعة.
قائممقام المدينة حسن نصيف أكد لـ (الصباح)، أن كلمة دبس تعني عصير التمر الكثيف ولونه أسود ولا يعرف هل أن الناس قديماً كانوا يصنعون الدبس أي عصير التمر في تلك البقعة، فقد نسبت له حيث تكون التسميات بحسب الموقع الجغرافي أم أن التسمية تعود إلى لون بعض الأراضي في القضاء قديماً والتي تكون سوداء لامعة تشبه لون الدبس، كونها منطقة تحتوي على آبار نفطية لذلك سميت الدبس، وبالكردية يطلقون عليها دوبز وتعني سمكتين.
مشاريع خدمية
نصيف بيّن أن القضاء يعد من الأقضية المهمة التي تضم موارد طبيعية وأماكن سياحية، وموقعه ستراتيجي بعاملين اقتصادي وسياحي، ويسكنه خليط اجتماعي من العرب والكرد والتركمان وتتمازج فيه الحضارات الفكرية والقومية المتنوعة.
في السنوات الأخيرة شهد القضاء تنفيذ العديد من المشاريع المهمة المرتبطة بالجانب الخدمي للمواطن ومنها محطة كهرباء مامة التحويلية والتي هي من أجل تخفيف الأحمال، وجزء منها باتجاه منطقة ربيضة، ومناطق أخرى، وتسهم بانسيابية التوزيع للتيار الكهربائي، وهناك مشروع مستشفى الدبس 100 سرير ومشاريع مدارس وتأهيل طرق وتطوير مدخل الدبس ومشروع مجارٍ، ومشاريع خدمية أخرى، وملاعب كرة قدم وقاعات رياضية وحدائق، وبين أنه يطمح إلى تنفيذ مشاريع استثمارية تسهم في تنشيط قطاع السياحة لكون المنطقة تمتلك مقومات سياحية في غابات شناغة ونمرة ثمانية وناظم الدبس، وهذه المناطق ترتادها الأسر عادة في فصل الربيع وتحتاج إلى منتجعات سياحية.
الزراعة في الدبس
عامر صالح هلال مدير الزراعة في القضاء أكد لـ (الصباح) أن "المساحات الزراعية في قضاء الدبس تبلغ 120 ألف دونم منها 34 دونماً مروياً تعتمد على المشاريع، مثل مشروع ري كركوك، ومشروع ري الحويجة 8 آلاف دونم مساحات ديم، ويعتمد فلاحو القضاء في زراعتهم بالأراضي المروية على محطات الري بالرش، معتمدين طرق الري الحديثة وأساليب تقنين المياه، ويمتد استخدام نظام محطات الرش حتى مقاطعة كبيبة، ويكون استخدامها في هذه الأراضي لأنها متموجة ولا يمكن تطبيق الري السيحي". مشيراً إلى أنه "منذ سنة 2000 بدأ استخدام محطات الري بالرش، ويستخدمون تقنيات الري بالرش لتقنين استهلاك المياه وتجانس توزيعها، ولا يوجد هدر، ويعرف القضاء بزراعة الحنطة والشعير، والذرة الصفراء، إضافة إلى المحاصيل الصيفية والشتوية من الخضراوات، ولأن نهر الزاب يمر فيه أصبح منطقة زراعية، ويشكل محصول القضاء أكثر من 25 بالمئة من محاصيل المحافظة، ويسهم في توفير الأمن الغذائي لسد الحاجة بالمحافظة خاصة المحاصيل الرئيسة، وهناك تعاون مع الجهات المختصة من أجل مواجهة الجفاف بزراعة شتلات الزيتون لتحسين الغطاء النباتي".
آبار ارتوازيَّة
وأضاف هلال: مؤخراً ومن أجل إنجاح الخطة الزراعية وزراعة المحاصيل ولقلة تساقط الأمطار استحدث حفر الآبار الارتوازية كخطة بديلة لمصادر المياه، بعد أن كان الاعتماد على مصادر ري تكميلي في مواسم الأمطار، ولأن سد دوكان لم يحقق الخزين الطبيعي خلال الموسم الماضي، وأصبح الوضع حرجاً وصار الاعتماد على الآبار الارتوازية بشكل رئيس، ويجري العمل بمحددات للحفر واستحصال موافقات حفر وفقاً للحاجة وتكييفها بفترة زمنية معينة، ومن اجراءاتهم للحفاظ على كميات المياه تم تقليل المساحة المزروعة وفقاً لتوفر الكمية المائية، الذرة الصفراء من 18 ألف دونم تم تقليلها إلى 3 آلاف دونم للقضاء، ومنع الاعتماد على مشاريع المياه في الزراعة، وأصبح الاعتماد على الآبار فقط، وبين أن لديهم 120 ألف دونم متأثرة بالجفاف، وأضاف هلال أن الدبس يضم 25 ألف دونم كمراعٍ طبيعية للثروة الحيوانية.
محمية الدبس
وتابع أن القضاء فيه محمية مساحتها 3000 دونم بضمنها غابة شناغة وفيها 30-40 رأس غزال الريم، وفيها غابة طبيعية وينفذ حالياً مشروع زراعة شجيرات البولونيا وتكثيرها من أجل الاتساع في إنتاج الخشب، إضافة إلى نموها السريع بحيث تكون شجرة كاملة في فترة قليلة وتتحمل الحرارة العالية وعدم احتياجها الكثير للماء، وجمالية منظرها، وهو ضمن برامج الأمم المتحدة للتوسع في التشجير والغابات، وتم ذلك بعد أن زارت المحمية لجنة من أربيل، وأكد أن الإجراءات القانونية مستمرة بحق المخالفين الذين يقومون بالقطع الجائر أو العبث بالمحمية أو الأشجار والغابات.
وأردف أن تقاطعات الدوائر، حقول شركة النفط وشبكة أنابيب خط التصدير، وشركة الغاز، ومحطة كهرباء الدبس الغازية، ومشاريع الماء وسد ناظم الدبس المغذية لمشروع الري عادة ما تكون موانع تنفيذ المشاريع فيها وخاصة المشاريع الاستثمارية وهناك اراضٍ متنازع عليها في 16 مقاطعة من أصل 26 مقاطعة.