دوري الفصول الأربعة.. وداعاً

الرياضة 2023/07/25
...

خالد جاسم
*استحق الشرطة التتويج بطلاً للدوري الكروي الممتاز للموسم الثاني على التوالي ، وهو نجاح جديد أضافه الشرطاويون إلى سجل نجاحاتهم الكروية الكبيرة وتحقق قبل أن يبلغ قطار المسابقة المحطة الأخيرة برغم أنَّ أهل القيثارة الخضراء ظلوا محتفظين بالصدارة وتفردهم بها مدة ليست بالقصيرة برغم شراسة المنافسة من أقرب منافسيهم خصوصاً الصقور، واللافت أنَّ تتويج الشرطة باللقب قد تحقق قبل إسدال الستارة الرسمية على مسرح أحداث ما أطلق عليه بدوري الفصول الأربعة التي نقول بمناسبتها حمداً لله جل في علاه عندما تسدل الستارة على المشهد الأخير لمسرح الدوري من دون خسائر أو حوادث قد تصنف في خانة المؤذيات والتي تجلت في الكثير من المناظر المؤذية التي شاهدناها في دوري الفصول الأربعة أو دوري الانتقام أو مسابقة الماراثون وإلى غير ذلك من المسميات التي أطلقت على دوري الموسم الحالي. وعندما استذكر بعضاً من انثيالات هذا الدوري فمن واجب الإشادة هنا وبكلمة منصفة بكل الأطراف المساهمة في المسابقة ومنها اتحاد اللعبة وإدارات الأندية واللاعبون والمدربون والحكام وقبل ذلك الجمهور الرياضي ومعهم الإعلام الرياضي بكافة صنوفه وعناوينه لأن الجميع قد أسهم وكلاً من موقعه في إنجاح الدوري وإرتقاء مستواه فنياً وما تميز به من إثارة وقوة التنافس بشكل لم نألفه منذ مواسم عديدة وهو يمنحنا تفاؤلاً كبيراً في القادم لكن هذه الحقيقة يجب أن لا تكون على حساب ما تم تأشيره من حقائق مؤلمة تكاد تكون أشبه بالمفخخات ومنها فوضى التنظيم للمسابقة التي أمتدت على أكثر من موسم أهدرت فيه جهود وطاقات وأموال كان يجب أن توظف في محاور أخرى تخدم الكرة العراقية وليس استنزاف تلك القدرات نتيجة طول المسافة الزمنية للدوري وماخلفته من مساوئ صريحة حتى مع الاعتراف هنا بحضور العوامل الأضطرارية المؤثرة ومنها الظرف العام للبلد والأوضاع الأمنية والاستحقاقات الخارجية التي فرضت التأجيل المتكرر والتوقف الممل كما لم تخل المسابقة من منعطفات ومواقف تجسدت في العديد من الأدوار عبر ما شهدته الفضائيات والصحف من تراشق بالمدفعية الثقيلة في كثير من المرات بين مختلف أطراف الدوري ومنها اتهامات ببيع المباريات وأخطاء التحكيم وغبن بعض الفرق ومداراة فرق أخرى وماجرى من تهديدات من أباطرة الملاعب في الأضراب عن التحكيم نتيجة عدم استلام الأجور وماحدث من حالات شغب وخروج صريح عن الروح الرياضية وخلاف ذلك ماحدث من مشاكل وأزمات هي جميعاً تشكل افرازات واقعية ومتوقعة الحدوث في ظل الأوضاع المعروفة التي يمر بها البلد وصارت لها امتدادات وتأثيرات مؤذية في كل مجالات الحياة ومنها كرة القدم ومسابقة الدوري بشكل خاص ، مع أن هذه الأمور كلها وأن لم تتطور الى نهايات سيئة أو مؤسفة لكنها كانت نتاج المفخخات التي أزدحم بها منهاج الدوري وبشكل خاص اللوائح والتعليمات الموضوعة والتي تحتاج الى مراجعة بل وتغيير جذري يجري تحت خيمة الهيئة العامة وبموافقة كل الأندية كي نقطع الطريق على كل المنغصات ونعبد طريقاً صحيحاً وسكة آمنة للمسابقة بشرط تحديد سقف زمني نهائي وحاسم لبداية الدوري واستراحته ونهايته وبلا تمديد أو تأجيلات أو محطات توقف ليست اضطرارية سواء ظلت المسابقة بثوبها التقليدي أو انتقلت الى دوري المحترفين ..لننتظر ونرى ..