غياب إنارة الطرق الخارجية.. مصاعبُ جمة وفرصٌ سانحة لمرتكبي الجرائم

الباب المفتوح 2023/07/26
...

 الصباح: قاسم موزان  
 تصوير: نهاد العزاوي

لعله من الأهمية بمكان الالتفات الجدي إلى موضوعة إنارة الطرق الخارجية، بوصفها تتعلق بحيوات سالكيها، فوجودها ليلا  يوفر الإحساس في الأمان ويبعث  الاطمئنان والاستقرار النفسي لهم، إلا أن معظم تلك الطرق في العراق  تفتقر إلى الإضاءة الجيدة،  ما تتسبب في الحوادث المؤسفة، التي يذهب ضحيتها الأبرياء، فضلا عن ذلك تعرض المركبات إلى أعمال السرقة أو الخطف في المناطق المقفرة المظلمة، والضوء المنبعث من المركبات والعجلات  غير كاف.

وفق هذه المعطيات وغيرها يترتب أن تكون الإضاءة عالية الجودة، شديدة التوهج كمصابيح بخار الزئبق والصوديوم، وفقا للمعايير العالمية، وكذلك المواصفات المثالية لأعمدة الكهرباء على طول المسافات، ولا نهمل في هذا التقرير كثرة  المطبات والتخسفات، من دون إشارات تحذيريّة أو إرشادية .
إلى ذلك وصفت الدكتورة مروج مظهرعباس إنارة الطرق من مظاهر التقدم والحضاري والاقتصادي  وأحد مقومات الازدهار الاجتماعي، وفق متطلبات العصر واشتراطاته، تقسم الإنارة الخارجية في الشوارع إلى انارة استثمارية (خدمية) إلزامية. وإنارة تأثيرية أو لغرض التزين، على الرغم من أهمية الإنارة التأثيريَّة، إلا أن  الإنارة الاستثمارية ذات غاية أساسية في توفير الأمن والشروط الضرورية للعمل، وحركة وسائل النقل والمشاة والتقليل من الحوادث التي تقل نسبتها إلى 30% في الإنارة الجيدة، واشارت عباس إلى أن الهدف الأساس من الإضاءة ليلا، يسهم في بعث الاطمئنان والاستقرارالنفسي للسائق والركاب، فضلا عن أنها تكون عائقا لمرتكبي الجرائم والسرقات، واختتمت حديثها بالقول تكتسب إنارة الشوارع أهمية جديدة باستعمال مصابيح شديدة التوهج، كمصابيح بخار الزئبق والصوديوم  .

أنظمة إضاءة
وقال المواطن محمد الفتلاوي من سكنة منطقة الحسينية شمال العاصمة إن  السلامة تبدأ من  الطريق، فأغلب السكان  يعانون  من انعدام إنارة الطريق الرابط بين المركز وحسينية الراشدية، الذي يعدُّ ستراتيجيا كونه يربط محافظات العراق مع المحافظات الشمالية، لذا بات من الضروري وجود أنظمة إنارة دائمة العمل في هذا الطريق للحد من الحوادث المتكررة، ومع وجوب الالتفات لهذا الأمر المهم لسكنة الحسينية، الذين يخوضون غمار هذا الطريق ذهابا وإيابا نحو العاصمة، ويكونون مهددين بخطر الموت، بسبب انعدام الرؤية في مساء كل يوم.
في حين أوضح صالح لفتة إلى أن الطرق الخارجية التي تشكو الإهمال وعدم وجود صيانة جيدة لها واغلبها يحوي حفرًا  وتشققاتٍ، تسبب الكثير من الحوادث المؤسفة، لعدم توفر إشارات تحذيرية وأضاف، أن الإنارة الموجودة في بعض الأماكن تجد أغلب مصابيحها عاطلة وتفتقر للصيانة الدورية.

إشارات دالة
وعدَّ حسين الحمداني الطرق الخارجية مشكلة كبيرة في جوانب عدة، منها بالتأكيد سوء التبليط وكثرة الحفر والتخسفات. يضاف لذلك سوء الإنارة أو انعدامها، وهذا يشمل تلك الطرق، التي تمر على أطراف المدن، تفتقد لمقومات الطرق الخارجية من غياب الإنارة والجزرات الوسطية المنظمة، وإشارات المرور الدالة على طبيعة الشارع .

مخابئ الإرهاب
بينما أشار محمد رحيم إلى أن إنارة طريق بغداد كركوك معدومة، على الرغم من مرور المركبات بسلسلة جبال حمرين الأكثر توترا أمنيا، ومخابئ اختباء الإرهاييين، فضلا عن وجود  الارتفاعات والانخفاضات في الطريق، وضيقه في الوقت نفسه، لافتا إلى عدم توفر إشارات تحذيرية أو إرشادية.

 جرائم بشعة
وبينت ميس مهدي أن انعدام أو ضعف الإضاءة على الأعمدة الكهربائية يسببان  قلقا لسائقي المركبات  ويشتتان تركيزهم، خصوصا اذا كانت اضاءة المركبة عاطلة.
وتابعت مهدي، مع حلول الظلام تحدث أبشع الجرائم، التي لم يسلط الضوء عليها، وتكاد تكون منسية، على الرغم من وجود كاميرات مراقبة، فإن الادلة مبهمة وأن من أسباب حدوث هذه الجرائم (ضعف الإنارة)، وفي حال تمَّ تكثيف “البروجكتر”، ستكون من الصعوبة بممارسة أي عمل غير قانوني.