شاعر المنبر الحسيني: عبد الحسين أبو شبع

ثقافة شعبية 2023/07/27
...

 عادل العرداوي


(1)

مع حلول شهر محرم الحرام ، المتزامن مع ذكرى استشهاد الامام الحسين ( ع) وأهله بيته واصحابه الميامين في معركة الطف في عام/ 61 هجرية.. نستذكر لمحة موجزة عن تلك المراثي الحسينية الشجية، التي ترددت  وتجددت بين اصداء الزمن وعبر العصور، ولتبقى خالدة خلود الحسين وثورته الحقة بوجه الظلم والضلالة ..

*  فهذا ارث الشعر الحسيني شاهد على ذلك.. فهو ارث ثري ومتنوع جادت، بها مخيلات شعراء الحسين الذين انتموا، لهذا النهج الشريف منذ أزمنة بعيدة، وبقيت أسماؤهم راسخة في ذاكرة الأجيال لا تمحى ولا تنسى وستظل 

كذاك ..

* وهذا عبد الحسين أبو شبع نموذج مشرق من شعراء المنبر الحسيني، لما تركه لنا من تراث ثر ومتألق ومتجدد لا يخبو بريقه، سواء في شعر معركة الطف، التي وصف تفاصيلها أدق وصف، وكأنه شاهد عيان فيها، فضلاً عن الإرث الشعري الباذخ له في فنون الشعر الأخرى، مثل الموضوعات السياسية الاجتماعية والوجدانية، وكذلك في مجالات النصيحة والحكمة، والنقد اللاذع بنفس شعري مختلف كثيراً عن طروحات زملائه الآخرين من الشعراء، الذي عايشهم وجايلهم لسنوات طويلة قاربت اكثر من (65) سنة متواصلة ومتصاعدة..

*  فقد ولد أبو شبع في عام 1907 في عائلة نجفية كادحة تسكن محلة (الحويش) تمتهن (الحياكة)، فيها مجموعة من أقاربه من ينظم ويقول الشعر، وكان الأقرب له، وهو بعد في سنينه الأولى، عمه الشاعر الراحل ابراهيم خليل أبو شبع، الذي تعلم منه الكثير في مجال الشعر، حتى أن صديق عمه الشاعر الشعبي الرائد عبود غفلة الشمرتي، عندما اطلع على بعض اشعار ذلك الشاعر الصغير ( عبد الحسين) توقع له مستقبلاً باهراً في قابل الايام، وهذا ماحصل فعلاً حيث احتل ريادة الشعر الشعبي الحسيني والاجتماعي، منذ اربعينات القرن الماضي حتى استشهاده مسموماً في بداية عام 1980، رغم أن ساحة الشعر كانت تموج بفحول الشعر، الذين لا يشق لهم غبار أمثال: عبد الامير الفتلاوي وهادي القصاب والملا حسن الكاظمي وعبد الامير المرشد، وعبد الصاحب عبيد الحلي، وكاظم المنظور الكربلائي، ورسول محيي الدين صاحب القصيدة الحسينية الشهيرة (يحسين بضمايرنه)، وهادي اجباره الحلي، وكاظم حميد النجار ومجيد لطيف القيسي ومهدي عنعون وعبد الامير النيار وعلي التلال وشهيد ابو شبع ومنسي البناء وحسين حمزة امين وعبد الواحد معلة، وعبد الحسين الشرع  والشيخ طاهر المصري وناظم السماوي، وقائمة طويلة من أسماء الشعراء الكبار، التي كانت تموج بهم رحبة الشعرين الحسيني والاجتماعي، حيث كان أبوشبع نجمها الساطع، والذي كان يتزاحم بين يديه منشدو المنبر الحسيني (الرواديد)، كل واحد منهم يمني نفسه بأن يحصل على قصيدة واحدة فقط  منه ليشندوا بها على المنبر وليرد على  سؤال الجمهور  التقليدي المشارك في اي مجلس عزاء "لمن هذه القصيدة.. ليرد عليهم للشاعر الكبير عبد الحسين ابو شبع".

* لأن هذا الاعلان على رؤوس الاشهاد يعد جواز مرور لذلك المنشد، لدخوله باب النجاح والشهرة.

* وهكذا فقد ازدحم على بابه المنشدون وتكاثروا الذين كان منهم كل من: فاضل الرادود وعبد الرضا وياسين الرميثي وحمزة الزغير ووطن وكاظم البحراني وهادي مريطي وعباس الكوفي، وكرار ابو غنيم ونزار ابو الريحة وحمزة النواص وجاسم النويني وابراهيم الشمرتي ومحمد البلوشي وحسون شيحان.. وعشرات غيرهم من مختلف المحافظات والمدن العراقية والبلدان العربية والإسلامية، لكن المنشد الذي انسجم مع  أبو شبع وشكل  معه (ثنائيا) لأكثر  من نصف قرن هو المرحوم السيد كاظم القابچي، صاحب الصوت والالقاء العذب، الذي يسحر القلوب قبل الإسماع.

لذلك وجدت من المناسب أن أختار قصيدة واحدة  فقط من بيدر قصائده العذبة الشجية استشهد بها واترك ذلك الكم الهائل من فرائده الرائعة الى فرصة اخرى..

زينب ياغريبة.. الله اشمصيبه ..!

* وجهچ يزينب وين..مذبوح اخوچ حسين ..

* والجثه  سليبه .. الله اشمصيبه .. 

* آه يازينب اشصار ابحالچ امن الغاضرية ..

* اشلون حالچ يبت حيدر ابهل النهار وهل مسيه ..

* امس گضيتي  الليل اوداع ويه اهل الحميه 

* بسهر عين وظمه وخوف وشبح من من وجه المنيه ..

* للعايله المتألمه 

* الاطفال تصرخ بالظمه 

* لبن امچ اولمخيمه 

* ابين توديع اوصيه ..

* جفن عايف منامه.. بوداع النشامه

* وتسكتين  الاطفال .. وتودعين الابطال..

* الهل الليله الرهيبه.. الله اشمصيبه ؟