عالميّة التراث الشعبي

ثقافة شعبية 2023/07/27
...

  منذر زكي

لو تفحصنا الكثير من الثقافات وفنون الأدب العالمي، سنتوقف عند أسماء بارزة تبلور إبداعهم من المفردات الشعبية التي كانوا يستقوها من حولهم بكل براعة واقتدار، فنجد الكاتب المسرحي العالمي وليم شكسبير الذي برع بالتمثيل ونظم الشعر، أدخل المفردات الشعبية ذات المخارج اللفظية المختلفة، إلى معظم اشتغالاته في الأدب والمسرح، إذ أضاف لمسة سحرية في الصورة وجمالها استطاع أن يصل بها إلى لبّ المتلقي 

وعقله. 

وكذلك لو عرجنا على الفنان إدغار ديغا، الرسّام الفرنسي  الشهير، لوجدنا في لوحاته محاكاة للواقع الشعبي الذي تأصل في أغلب أعماله حتى أصبح من كبار الرسامين ، فقد برع باختياره الأمكنة الشعبية في طرقات المدن والمتنزهات، ومجمل أعماله جعلت السماء تغني والأرض تثرثر بالجمال. 

كما نجد عند النحات المصري المعروف محمود مختار محطاتٌ عديدةٌ خلال مسيرته الفنيٍّة الطويلة نسجها من الريف والأجواء الشعبية الخلابة، ما جعلها تحاكي العقل والموروث الشعبي الموغل بالقدم في أرض الكنانة. 

يجلس مختلف الفنانين والأدباء والمثقفين على حدّ سواء، وهم ينصتون بكل جوارحهم للشعر الشعبي  نصا واغنية، وهنا نتذكر الناقد العراقي رواء الجصاني،  الذي ذكر أن شاعر العرب الكبير محمد مهدي الجواهري كان يدندن دائما بأغنية (يا نجوى) وهي من كلمات الشاعر زهير الدجيلي والحان محسن فرحان وتغنى بها المطرب القدير سعدون 

جابر.

خلاصة القول أن معظم الأسماء الرنانة في خارطة الإبداع صاغوا مفرداتهم الجمالية من محيطهم المغرق بالتراث وخصوصا الشاعر الشعبي الذي نذر نتاجه الجمالي للمتلقي وهتف لثورات عديدة، ضد الظلم والاضطهاد والتعسف، وكتب أجمل النصوص للوطن والحبيبة والحياة.