عن المواهب المغتربة

الرياضة 2023/08/01
...

خالد جاسم

ربما أختلف مع كثيرين في النظرة إلى اللاعبين المحترفين الذين نسمع بين الحين والآخر عن بعضهم من دون أن تتوفر المعلومات ذات الصدقية العالية عن حقيقة مستوياتهم ونوعية الفرق التي يحترفون فيها قبل أن نتمكن من تأكيد مدى جدارتهم في التمثيل الدولي ، وهذا الأمر طالما نبهنا الإخوة في اتحاد الكرة بشأنه وطالبنا في مرات عديدة تشكيل لجنة من المتخصصين تتولى متابعة مستويات اللاعبين المحترفين ومنهم المغتربون بشكل ميداني من أجل توفير قاعدة معلومات تفصيلية ومتكاملة تتوافر فيها الصدقية والموضوعية والرصانة بعيداً عن لغة العواطف وما تسوقه مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها عن حقيقة إمكانات هؤلاء اللاعبين الذين ربما نكتشف من خلال ما أشرنا إليه حول ضرورة توفر قاعدة بيانات نوعية دقيقة عن مستوياتهم وهم ليسوا بالضرورة ضمن منظور اللعب للمنتخبين الوطني والأولمبي بل لمنتخبات أخرى كالشباب والناشئين والأشبال ، ومن هنا تبدو الحاجة ماسة وضرورية من أجل تأسيس هيئة متخصصة يجب ألا تقتصر على اتحاد الكرة وحده بل وتشمل اللجنة الأولمبية ووزارة الشباب والرياضة من خلال مراكز إعداد الموهوبين بغية تقصي ومتابعة المواهب الرياضية العراقية في الخارج والتواصل مع أصحابها من أجل استقطاب الصالح منها لمنتخباتنا الوطنية مع إننا نفتقد في الأساس إلى مثل تلك الهيئة التي كانت في السابق حاضرة بلجنة الكشافين في اتحاد الكرة وكانت تتولى رصد والتقاط المواهب الكروية من الملاعب الشعبية والبطولات المدرسية وغيرها من مناجم المواهب الحقيقية. هذه القضية التي طالما كتبنا عنها مراراً نجد من المناسب إعادة التذكير بها بعد قرار اتحاد الكرة قبل مدة وجيزة في استحداث لجنة متخصصة تعنى باللاعبين المغتربين والمواهب التي تشرق شموسها في بلاد الاغتراب حيث أوضح الاتحاد ومن دون تفاصيل وافية عن هذه اللجنة والأسماء المقترحة لإدارتها إذ أنها تعمل وفق نظام داخلي وضوابط عمل دقيقة لايسعنا إلا الإشادة بها ومباركة خطواتها المقبلة لاسيما وأن الأسماء التي أقترحت للعمل في اللجنة كما علمت لاحقاً هي لشخوص يتمتع أصحابها بالرصانة والكفاءة والموضوعية والألمام الكافي بكل الأمور المتعلقة بالمهام والأهداف المهمة التي أسست من أجلها هذه اللجنة مع التمني لها بالنجاح وإصابة أهدافها بدقة بشرط منح الحرية والاستقلالية للجنة وأعضائها وعدم التدخل في أعمالهم وخياراتهم واختياراتهم ، كما تبرز ضرورة عدم تبني الاشارات والمنشورات المتتالية عبر مختلف وسائل التواصل الإلكتروني بشكل دائم مبالغ فيه عن قدرات هذا اللاعب المغترب أو ذاك لاسيما وأن التجارب الماضية التي أعتمدت بشكل كبير على ترويج أو دعاية للاعب معين ثبت فشلها ولايمكن الاعتماد عليها من جديد لأن تمثيل المنتخبات الوطنية فيه معايير وضوابط فنية صارمة ودقيقة ليست خاضعة لنظرية العرض والترويج الدعائي المفضوح في نواياه
 وأهدافه .