أمير البركاوي
أهم ما يميز الإنسان نظافته الشخصية، فالاهتمام بها واجب عليه كما واجب الفرد في تعامله الأخلاقي، فجميل عندما تمتزج الأخلاق والنظافة لتكون إنساناً نموذجياً فالعكس يكون الشخص غير الملائم في جميع الأوساط الاجتماعية.
والمجتمع بطبيعته يفضل أن يرى المقابل بأناقة وترتيب ونظافة، فهي سمة تميز الإنسان عن غيره، ولعدم اهتمام البعض من الأفراد بالنظافة الشخصية والتي تنعكس على المكان الذي يعملون به كانت لنا جولة تحقيقية.
عدوى
يرى مسؤول شعبة تعزيز الصحة في قطاع الرعاية الصحية في قضاء المناذرة
التابع لمحافظة النجف الأشرف أحمد جابر، أن النظافة الشخصية من أهم الأمور التي لابد من الحرص عليها، لأنها تؤثر في مختلف الجوانب الجسدية،
فقد يؤدي إهمالها إلى الإصابة بالعديد من الأمراض، والتي تتعلق بتفشي الفيروسات والعدوى البكتيرية التي تنتج عنها حالات مرضية عديدة مثل التايفوئيد والتسمم الغذائي وحالات الإسهال وفيروس
الإنفلونزا.
وأضاف أن هذه الأمراض تنتج عن عدم غسل اليدين، وعدم الاهتمام بنظافة الجوارب وارتدائها لفترة طويلة يكون
سبباً في ظهور مشكلات صحية تبدأ بالتهابات جلدية وظهور بثور مؤلمة بين الأصابع، كما تكون سبباً في تحفيز الغدد العرقية الموجودة بالقدمين على إفراز المزيد من العرق وقد ينتج عن ذلك تكاثر الفطريات التي تسبب مشكلات الرائحة الكريهة للقدمين.
((وَثِيَابكَ فَطَهِّرْ))
أشارت المتخصصة بعلوم القرآن ونقد الدراسات الاستشراقية الدكتورة إيناس الدورغي، إلى أن الإسلام اهتم بجميع المفاصل المتعلقة بالإنسان ونشأته وتربيته وسبل تحصينه من أي ضرر يلحق به، فكان الاعتناء بالجانب الصحي والبدني من الجوانب المهمة، فالحثّ على النظافة أمر أكد عليه القرآن الكريم وكلمات النبي (ص) وأفعاله في أكثر من مورد، فقد ورد في القرآن الكريم أهمية النظافة، قال تعالى: ((وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ)) (سورة المدثر، الآية 4).
وأضافت، وإن كانت بعض الآيات والأحاديث التي وردت تدلّ على الطهارة المعنوية ولكن لا بأس إن احتمل ظاهرها على معنى الطهارة والنظافة المادية على نحو الاعتناء بنظافة المأكل والملبس والمكان والآيات كثيرة في هذا الجانب، وعنه (ص): ((تنظّفوا فإنّ الإسلام نظيف))، وقد قرن الإسلام النظافة بالإيمان، فقال (ص): ((النظافة من الإيمان) فهي جزء من الإيمان والاعتقاد.
مؤكدة، لقد كرم الله تعالى الإنسان على باقي المخلوقات، فلا يليق بهذا التكريم أن يكون غير مؤهل لهذه المكانة، وفي أقل تقدير أن يكون ذا مظهر مقبول، حسن التعامل مع بيئته والأشياء من حوله.
جذور نظيفة
التقينا بعدد من المواطنين لمعرفة آرائهم تجاه النظافة الشخصية وعلاقتها بسلامة الإنسان صحياً.
تقول (الموظفة) زينب عبد الأمير: كل إنسان حسب بيئته وتربيته التي تربى عليها، والنظافة أحد الأشياء التي تربى عليها الشخص، فالشخص النظيف يتصرف في بيته وعمله وأي مكان بدرجة النظافة نفسها والتعامل اللائق، أما الشخص غير النظيف فيعكس بيئته التي عاش فيها فتكون تصرفاته بالشارع والعمل والبيت سواء.
أما الصحفي طلال حسن فيقول: البعض لا يهتم أن يرمي نفايات سيارته من النافذة ولا حتى نظافته الشخصية في الأماكن العامة والمطلوب هو حملات، ولا أقول حملة للتوعية وأهمية النظافة، خصوصاً
ونحن بلد مستورد للأمراض مثل الحمى النزفية وكورونا والانفلونزا والأمراض الجلدية كذلك كلها تأتي بسبب إهمال النظافة.
بينما يؤكد حسن المحنة صاحب الـ (60 عاماً)، أن النظافة الشخصية هي الأساس لكل حالة إيجابية للإنسان، فهي تبدأ من البيت والمدرسة وتولد معه في هذين المرفقين التربويين، ومن المهم إشاعة ثقافة النظافة والطهارة وإنارة عقل التلميذ بالمسائل الشرعية التي توضح له كيفية التعامل الصحيح، وتجنب مخاطر المرض والوقاية منه، ودور الأسرة وتعويد الأبناء على اتباع الأساليب الصحية السليمة.