كولر غالب الداوودي
لطالما عانى سكان مدينة أربيل وضواحيها لسنوات عديدة من مشكلات الكلاب الضالة ومهاجمتها باستمرار للمارة وخاصة الأطفال والنساء، والتسبب بحدوث جروح خطيرة وأحياناً تسبب مرض داء الكلب الخطير الذي يؤدي إلى الموت، فقبل فترة قصيرة هاجمت 8 كلاب شرسة طفلة عمرها 3 سنوات بالقرب من بيت أهلها في إحدى مناطق أربيل، وبعد يوم حدث أيضاً تعرض 6 حالات من المواطنين لهجوم وعضات الكلاب الضالة، إذ تعاني الطفلة التي تعرضت إلى هجوم الكلاب من جروح عميقة وصدمة نفسية قوية حسب قول والديها وإن حالتها حرجة وتخضع للعلاج اليومي.
إحصائيات
وبينما تواصل هذه الكلاب الانتشار، أعلنت المديرية العامة لصحة أربيل عن تسجيل مستشفيات طوارئ أربيل 124 حالة تعرض لهجوم وعض من قبل كلاب سائبة خلال شهر واحد فقط.
وتبين أن عدد الكلاب السائبة
في أربيل لوحدها تقريباً 150 ألف إلى 200 ألف، وهذه الظاهرة منتشرة ليس في أربيل فقط وإنما
في جميع المناطق والمحافظات العراقية.
خوف ومناشدة
قال الطفل مازن حسين (11 عاماً) الساكن على طريق كسنزا في أربيل: إن وجود الكلاب مشكلة، لأن عددها كبير ومنتشرة في كل الشوارع، وتبعث الخوف فينا وخاصة خلال تجوالنا أو ذهابنا إلى الأسواق في وقت المساء، إضافة إلى تسببها في ازعاجنا بسبب نباحها طوال الوقت في الليل وبشكل يومي.
أما الشابة ليلى محمد (18 عاماً) فقالت إن "هذه الكلاب تهاجم كل من تجده في طريقها وتتجمع في نقطة واحدة، وتطارد الأطفال والنساء ونضطر إلى مرافقة الأطفال أثناء ذهابهم إلى المدارس أو السوبر ماركت، وهي خطرة وخاصة المسعورة والتي تحمل أمراضاً خطيرة".
وأضافت "بعض هذه الكلاب تفترس الدواجن من المنازل ولذلك أصبحت هذه المشكلة بحاجة إلى تدخل حكومي سريع".
أما هوكار خليل من أهالي أربيل (28 عاماً) فيتجنب السير في الكثير من شوارع أربيل خوفًا من الكلاب الضالة ويمنع أبناءه من السير بسبب وجود هذه الكلاب، ويقول: "أصبحت ظاهرة خطيرة تهددنا، خاصة أن عضة الكلب تتسبب بأمراض خطيرة"، وهو يحمل وزارة صحة الإقليم المسؤولية لإنهاء هذه الظاهرة ويقول "نحن نؤيد إيواء تلك الكلاب في مأوى بعيد عن المدينة ولا نقبل بقتلها".
مأوى
وبسبب مشكلات هذه الكلاب في مدينة أربيل، اتخذت حكومة أربيل اجراءات وبدأت بتطبيقها قبل فترة قصيرة، وتحدث نائب محافظ أربيل السيد هيمن قادر لـ (الصباح)، وقال: إن "هذا الموضوع قد طال علاجه لفترة طويلة وسبب كثيراً من المشكلات للمواطنين، ونحاول معالجته بشكلٍ صحيح".
وأكد أن الحكومة الاتحادية قبل فترة قامت بحملة لقتل الكلاب السائبة، ولكن نحن قمنا بالاستفسار من هيئة الفتوى داخل الإقليم وعلماء الدين ورفضوا موضوع قتل هذه الكلاب حسب الشرع الإسلامي، ويعتبر قتلها أمراً محرماً ولا يوجد نص صريح بالشريعة الإسلامية". ولهذا اهتمت وزارة الصحة في الإقليم ورئيس الوزراء شخصياً بهذا الموضوع وتم توجيه الاهتمام لمعالجة هذا الموضوع، ونحن كمحافظة أربيل قمنا بمعالجة هذا الموضوع ببناء مأوى للكلاب مساحته 29 دونماً خارج مدينة أربيل، ويعتبر
مبيتاً للكلاب الضالة، وأطلقنا عليه اسم "شلتر للحيوانات بلا مأوى" وهو الحل المناسب لهذه الكلاب، وستجمع فيه الكلاب الضالة من مختلف مناطق أربيل وضواحيها وأقضيتها وستعمل لهم تلقيحات وترقم جميع الكلاب على آذانها من قبل دائرة البيطرة لمحافظة أربيل والجهات الأخرى التابعة للصحة والبلدية".
وأضاف: وجود المنظمات والشركات الخيرية أسهم في هذا الموضوع إلى جانب الحكومة، وسوف تفصل الذكور عن الإناث لكي لا تتكاثر وتكون لهذا المأوى إدارة منظمة تحتوي على قسم البيطرة وقسم التغذية والقسم الصحي وأقسام أخرى.