بغداد: أحلام سعدون
تصوير: نهاد العزاوي
شهدت السنوات الأخيرة تزايداً في عدد الجامعات الخاصة، لعدة أسباب يعزوها بعض المختصين الى احتواء العدد الهائل من مخرجات الثانويات بسبب تزايد الكثافة السكانية، والبعض الآخر الى قلة نسبة المعدلات الحاصل عليها بعض الطلبة في الامتحانات العامة، ولم تؤهلهم لدخول الجامعات الحكومية، فهل تعد نعمة أم نقمة على القطاع التعليمي؟.
وبهذا الشأن أشار الأكاديمي د. عمار الكاظمي تدريسي في جامعة بغداد الى أن إنشاء الكليات الأهلية بعد العام 2003 كان له دور رئيس في تزايد الحركة العلمية، فضلاً عن تقليل اكتظاظ الطلبة في الجامعات الحكومية، ومنح فرص الدراسة لأصحاب المعدلات المنخفضة، بالإضافة إلى العاملين في دوائر الدولة من حملة شهادة الإعدادية أو الثانوية، لتحسين مستواه العلمي
والمعاشي.
من جهته، قال الأكاديمي (ر. ك)
لـ “الباب المفتوح”: “إن التعليم الأهلي من وجهة نظري سبب أزمة كبيرة، اذ لم تستخدم فيه المعايير الصحيحة للقبول ورصانة المادة العلمية، كما أنه أصبح اشبه بالتجارة الرابحة على حساب المادة التعليمية، اذ أوصلت طلبة العلم إلى مرحلة متدنية على الصعيد العلمي، فالكليات الأهلية تبحث عن الكم وليس النوع، والمهم ليس تعليم الطالب حسب المعايير الدولية”، بحسب تعبيره. من جانبها، قالت الاكاديمية حنان سعدون: إن “الجامعات الاهلية أصبحت حلاً ناجعاً للعديد من الطلبة الذين لديهم طموح للدراسة الجامعية ولم يوفقوا بمعدلات تؤهلهم للالتحاق بالجامعات الحكومية، لذلك الكليات والجامعات الخاصة والاهلية ساعدتهم باختيار ما يطمحون بدراسته، عبر اعتماد سياسة قبول تراعي فيها تدني المعدل في الامتحانات العامة”.
ورغم المؤشرات المسجلة على العديد من الجامعات الاهلية، إلا أن مراقبين يجدون أهميتها في المرحلة الراهنة للأعداد المتزايدة من مخرجات وزارة التربية، التي لا يمكن استيعابها في الجامعات والمعاهد الحكومية، إضافة الى إعطائها الفرص أمام الذين يرغبون بإكمال تعليمهم من كبار السن، أو أصحاب المعدلات
المنخفضة.
من جهة أخرى، بيّن طالب الدراسات العليا علي احمد أن هناك «معاناة في قبولات الدراسات العليا في ما يخص خريجي الجامعات الأهلية والحكومية، اذ يسجل خريجو الجامعات الاهلية معدلات عالية ينافسون بها خريجي الجامعات الحكومية في قبول الدراسات العليا، وبالرغم من أن البعض يرسب في امتحان القبول، فإنه يتم قبول عدد منهم بسبب معدلاتهم العالية».
الى ذلك، أشار أحد التدريسيين في جامعة بغداد بالقول: إن الجامعات الأهلية في العراق تختلف جذرياً عن الجامعات الاهلية في العالم المتطور، كونها عندنا تمثل الحلقة الأضعف في التعليم العالي، على عكس ما هو معروف عنها في الدول الأخرى، فمثلاً تتميز الجامعات الأهلية في الولايات المتحدة بصفوف ذات أعداد قليلة من الطلبة، ويشارك بنشاطات متنوعة من الطفولة، لتنمية قابليات الطفل المهنية والاجتماعية، ولكي يصبح طالبا يحصل على أعلى فرص عمل، وأن القبول فيها يعد صعباً قياساً بالجامعات المدعومة من قبل الدولة.
ويطالب لفيف من الأكاديميين والطلبة وزارة التعليم العالي بتشكيل هيئة مستقلة تقوم بمراقبة الكليات الاهلية من حيث الإشراف على المناهج الدراسية للطلبة والمصادقة عليها بعد اقرارها من الهيئات المختصة، ومتابعة اجراءات توفير وتطوير المستلزمات الدراسية للجامعات والكلية الأهلية، بالإضافة الى الإشراف ومتابعة المختبرات والقاعات الدراسية وخطط القبول وأعداد الأساتذة ومراتبهم العلمية وغيرها من الأمور، اذ يجب أن يخضع التعليم في الجامعات والكليات الاهلية إلى الضوابط نفسها المعمول بها في الجامعات الحكومية على
حد سواء.