من قصيدة دعبل الخزاعي
أَفاطِمُ لَوْ خِلْتِ الْحُسَيْنَ مُجَدَّلا
وَقَدْ ماتَ عَطْشاناً بِشَطِّ فُراتِ
إِذاً لَلَطَمْتِ الْخَدَّ فاطِمُ عِنْدَهُ
وَأَجْرَيْتِ دَمْعَ الْعَيْنِ فِي الْوَجَناتِ
أَفاطِمُ قُوْمي يا ابْنَةَ الْخَيْرِ وَانْدُبي
نُجُومَ سَماوات بِأَرْضِ فَلاةِ
قُبُورٌ بِکُوفان وَاُخْرى بِطيبَة
وَاُخْرى بِفَخٍّ نالَها صَلَواتي
قُبُورٌ بِبِطْنِ النَّهْرِ مِنْ جَنْبِ کَرْبَلا
مُعَرَّسُهُمْ فيها بِشَطِّ فُراتِ
تُوُفُّوا عَطاشاً بِالْعَراءِ فَلَيْتَني
تُوُفِّيتُ فيهِم قَبْلَ حينِ وَفاتي
إلَى اللهِ أَشْکُو لَوْعَةً عِنْدَ ذِکْرِهِمْ
سَقَتْني بِکَأْسِ الثَّکْلِ وَالْفَضَعاتِ
إذا فَخَروا يَوْماً أَتَوْا بِمُحَمَّد
وَجِبْريلَ وَالْقُرْآنَ وَالسُّوَراتِ
وَعَدُّوا عَلِيّاً ذَا الْمَناقِبِ وَالْعُلا
وَفاطِمَةَ الزَّهْراء خَيْرَ بَناتِ
وَحَمْزَةَ وَالْعَبّاسَ ذَا الدِّينِ وَالتُّقى
وَجَعْفَرَهَا الطَيّارَ في الْحَجَباتِ
اُولئِکَ مَشْؤومُونَ هِنْداً وَحَرْبَها
سُمَيَّةَ مِنْ نُوکي وَمِنْ قَذَراتِ
هُمُ مَنَعُوا الآباءَ مِن أَخْذِ حَقِّهِمْ
وَهُمْ تَرَکُوا الاْبْناءَ رَهْنَ شَتاتِ
سَأَبْکيهِمُ ما حَجَّ للهِ راکِبٌ
وَما ناحَ قُمْريٌ عَلَى الشَّجَراتِ
من قصيدة السيّد الحميري
أُمْرُرْ عَلى جَدَثِ الْحُسَيْنِ
فَقُلْ لاِعْظُمِهِ الزَّکِيَّةْ
يا أَعْظُماً لازِلْتِ مِنْ
وَطْفاءِ ساکِبَة رَوِيَّةْ
ما لَذَّ عَيْشٌ بَعْدَ رَضِّـکِ ب
ِالْجِيادِ الاَْعْوَجِيَّةْ
قَبْرٌ تَضَمَّنَ طَيِّباً
آباؤُهُ خَيْرُ الْبَرِيَّةْ
آباؤُهُ أَهْلُ الرِّياسَةِ
وَالْخِلافَةِ وَالْوَصِيَّةْ
وَالْخَيْرِ وَالْشِيَمِ الْمُهَذَّبَةِ
المُطَيَّبَةِ الرَّضِيَّةْ
فَإذا مَرَرْتَ بِقَبْرِهِ
فَأَطِلْ بِهِ وَقِفِ الْمَطِيَّةْ
وَأبْکِ الْمُطَهَّرَ لِلْمُطَهَّرِ
وَالْمُطَهَّرَةِ النَّقِيَّةْ
جَعَلُوا ابْنَ بِنْتِ نَبِيِّهِمْ
غَرَضاً کَما تُرمى الدَّرِيَّةْ
لَمْ يَدْعُهُمْ لِقِتالِهِ إِلاَّ
الْجُعالَةُ وَالْعَطِيَّةْ
لَمّا دَعَوْهُ لِکَىْ تَحْکُمَ
فِيهِ اَوْلادُ الْبَغِيَّةْ
أَوْلادُ أَخْبَثِ مَنْ مَشى
مَرَحاً وَأَخْبَثِهِمْ سَجِيَّةْ
فَعَصاهُمُ وَاَبَتْ لَهُ
نَفْسٌ مُعَزَّزَةٌ أَبِيَّةْ
فَغَدَوْا لَهْ بِالسّابِغاتِ
عَلَيْهِمُ وَالْمَشْرَفِيَّةْ
من قصيدة ابن عرندس
أيُقْتَلُ ظَمْآناً حُسَيْنٌ بِکَرْبَلا
وَفي کُلِّ عُضْو مِنْ أنامِلِهِ بَحْرُ؟
وَوالِدُهُ السّاقي عَلَى الْحَوْضِ في غَد
وَفاطِمَةُ ماءُ الْفُراتِ لَها مَهْرُ
فَوالَهْفَ نَفْسي لِلْحُسَيْنِ وَما جَنى
عَلَيْهِ غَداةَ الطَّفِّ في حَرْبِهِ الشِّمْرُ
تَجَمَّعَ فيها مِنْ طُغاةِ اُمَيَّة
عِصابَةُ غَدْر لا يَقُومُ لَها عُذْرُ
فَلَمَّا الْتَقَى الْجَمْعانِ في أرْضِ کَرْبَلا
تَباعَدَ فِعْلُ الْخَيْرِ وَاقْتَرَبَ الشَّرُّ
فَحاطُوا بِهِ في عَشْرِ شَهْرِ مُحَرَّم
وَبيضُ الْمَواضِي في الاَْکُفِّ لَها شَمْرُ
فَقامَ الْفَتى لَمـّا تَشاجَرَتِ الْقَنا
وَصالَ، وَقَدْ أَوْدى بِمُهْجَتِهِ الْحَرُّ
وَجالَ بِطَرْف فِي المَجالِ کَأَنَّهُ
دُجَى اللَّيْلِ في لاَْلآءَ غُرَّتُهُ الْفَجْرُ
لَهُ اَرْبَعٌ لِلرِّيحِ فِيهِنَّ أَرْبَعٌ
لَقَدْ زانَهُ کَرٌّ وَما شَأْنُهُ الْفَرُّ
فَفَرَّقَ جَمْعَ الْقَوْمِ حَتّى کَأَنَّهُمْ
طُيُورُ بُغاث شَتَّ شَمْلَهُمُ الصَّقْرُ
فَأذْکَرَهُمْ لَيْلَ الْهَريرِ فَأَجْمَعَ الْکِلا
بُ عَلَى اللَّيْثِ الْهُزَبْرِ وَقَدْ هَرُّوا
هُناکَ فَدَاْهُ الصّالِحُونَ بِأَنْفُس
يُضاعَفُ في يَوْمِ الْحِسابِ لَهَا الاْجْرُ
سليمان بن قتة يرثي الحسين:
إنَّ قتيل الطف من آل هاشم
أذل رقاباً من قريش فذلت
فإنْ تتبعوه عائذ البيت تصبحوا
كعاد تعمت عن هداها فضلت
مررت على أبيات آل محمد فلم
أرها أمثالها حيث حلت
وكانوا لنا غنما فعادوا رزية
لقد عظمت تلك الرزايا وجلت
فلا يبعد الله الديار وأهلها
وإن أصبحت منهم برغمي تخلت
إذا افتقرت قيس جبرنا فقيرها
وتقتلنا قيس إذا النعل زلت
وعند غني قطرة من دمائنا
سنجزيهم يوما بها حيث حلت
ألم تر أن الأرض أضحت مريضة
لفقد حسين والبلاد اقشعرت