أم البنين في واقعة الطف

الصفحة الاخيرة 2023/08/03
...

 بغداد: نور اللامي

البكاء بلكنة عراقية شديدة الولاء طيلة أيام "عاشوراء" يعد واحداً من الموروثات الأسرية التي تخيم على ملامح الجدران والحجرات، مع حلول شهر محرم من كل عام. وقال الفنان قاسم السلطان، لـ "الصباح": يتحول كل بيت عراقي إلى جزء من واقعة الطف، انتماءً للحسين الشهيد عليه السلام، مؤكداً: أن التعبير عن المشاعر ظاهر بالثياب السود، وصوت ناحب، وغمغمات مبللة بدموع الحرقة المألوفة والمحببة للنفس، وجوهر بالامتثال للأهداف السامية التي استشهد في سبيلها الإمام الحسين عليه السلام".
وأضاف البروفيسور الباراسيكولوجي د. علي جاسم: "لم أشك يوماً أن أحزان عاشوراء أقرب وأعز الأحزان لنفوسنا، فنحن نبكي الإمام الحسين عليه السلام، برغبة كبيرة وهي الحالة الوحيدة التي يلجأ فيها المرء للبكاء بشغف ورضا، وكأنه يمارس واحدة من أغلى هواياته التطهيرية"، لافتاً: "بعد سنوات من هذه المواجع القريبة من روحي، ما زلت أقف عند واحدة من أعقد وأبهى الشخصيات في هذه الواقعة الخالدة".
وأفادت الشاعرة سمرقند الجابري: أم البنين، هذه السيدة النجيبة الفاضلة ذات الأصول العربية الأصيلة، ليست علوية ولا تنتمي للنسل المحمدي، لكنها بشكل وبآخر واحدة من أعمدة الواقعة المهمة، أم العباس وإخوته، المضحية ذات الوفاء النادر، كيف أمكنها أن تصل لهذه المنزلة، دون قرابة حقيقية بالعرق المعصوم، من عصمها، ومن جعلها باباً للحوائج؟ منوهة: أرى دائماً أن أم البنين، غيرت قواعد الأعذار، وفندت ادعاءاتنا الواهنة، فهي بموقفها الجليل أثبتت أن الإيمان والصبر والالتزام والتضحية والتفاني، في سبيل الله، كلها أمور يمكن لعامة الناس تقديمها، وليست حبيسة العصمة والرسالة، وأن سيدة عربية من غير نسل محمد صلى الله عليه وآله، استطاعت أن تقدم لله ما قدمه الأنبياء والأئمة، امرأة غير معصومة تحملت قتل بنينها، وفضلت ابن ضرتها على ولدها، بل وندبته وبكته قبل أن تبكيهم، هي من قالت: "الحسين الحسين حين قالوا لها بنينك الأربعة سقطوا صرعى بأرض
كربلاء، هي أم العباس التي عندما أخبروها بقطع كفي عباسها صاحت واحسيناه.