أ.د. مصطفى كامل رشيد

يعيش عالم اليوم عصر الابتكار التقني وسيادة الاستخدام الرقمي فلا يوجد نطاق حول العالم لم تتم تغطيته بالوسائل والبنى التحتية المعززة للتواصل والاتصال الرقمي، ولا يوجد حقل علمي أو إنساني لم يلحقه ثمار التطور التقني، حتى صار العالم يغطي أكثر من 90% من تعاملاته وأنشطته اليومية رقمياً.
سكان الحضر وإن باتوا أكثر إتقاناً واستخداماً لمظاهر التطور الرقمي ولكن سكان الريف قد نالوا قسطاً من تلك المعرفة الرقمية، في الوقت الذي يعاني منه الاقتصاد العراقي من تخلف وتراجع فنون الإنتاج وإن علاقات الإنتاج لا زالت بدائية وهزيلة إلى حد ما.
فان بإمكان الحكومة إطلاق برنامج "معاً لاقتصاد رقمي ومستقبل أفضل" يكون فيه القطاع الخاص حليف القطاع العام، وسكان الحضر عوناً لسكان الريف في التوعية والتحضر الرقمي، نحن بحاجة ماسة لهذا البرنامج الذي يعزز أواصر التعاون المشترك بين شرائح المجتمع ويوزع المسؤولية الاجتماعية فيما بينهم باعتبارهم شركاء في مستقبل البلاد.
بإمكان توظيف أبسط أنواع الاستخدام الرقمي لدى أغلب شرائح السكان في محاور خاصة ضمن البرنامج يعمل على زيادة إنتاجيته عبر كسب المهارات والثقافة الرقمية، من أجل إنتاج مؤسسات محلية رقمية رصينة بعيدة عن الاحتيال والسرقات السيبرانية عبر إعداد مؤسسات خاصة بالأمن السيبراني الرقمي لدى الجمهور، على الحكومة دعم الجهود الفردية والمؤسساتية الطموحة من أجل تطوير إمكانيات الاستخدام والابتكار الرقمي.
إنَّ التطور الرقمي المجتمعي طريق لتطور القطاعات الإنتاجية وعودة الحياة للمنتجات المحلية وتحسن طرق الإنتاج والنمو الاقتصادي.