بغداد: نوارة محمد
يتفق الجميع على أن وسائل إتقاء الحر اللاهب في العراق، صيفاً تكاد أن تكون شبه معدومة، والعراقيون غالباً ما يفضلون قضاء مهامهم في ساعات الظهيرة التي تصل خلالها درجات الحرارة إلى خمسين مئوية.
وقال أحمد وليد "مهندس يبلغ 24 عاماً": الحر يقتلنا، نتعب إلى حد الإعياء، والتعرق لا يفارق جلودنا لكننا إذا تركنا العمل سيقتلنا الجوع.
وتمنت سارة أن تكسر زجاج النافذة وترمي نفسها من باص النقل العمومي حين رفض سائق الكيا الانطلاق إلا إذا اكتمل عددُ الرُكاب: لا أدري كم يحتاج العراق لينهض، في عام 2023 وما زلنا نفتقد لخطوط نقل حكومية مُكيفة تليق بنا كبشر.
ويستغرب ياسر مؤيد، من إصرار الكثيرين على ارتداء البدلة الرسمية في الدوائر الحكومية في أيام كهذه، لافتاً: أنهم يعتقدون أن الأمر يتعلق بنيل الوجاهة ولقب "أستاذ" لا أدري متى سنحظى بثقافة إتقاء الحر وتعلم كيفية التعامل مع أيامه الحارقة.
وتعود أم سالي التي تذهب للتسوق صباحاً: لا وجود للحياة في الليل، الأسواق تغلق أبوابها، والمحال التجارية لا تنتظر أحداً؛ لذا علينا شراء ما يلزمنا في النهار رغماً عنا، تحت درجات حرارة عالية.
إلى ذلك احتل العراق المرتبة الرابعة على العالم ضمن أكثر الشعوب غضباً، بحسب شركة الأبحاث العالمية "غالوب" في قائمة ضمت أكثر من 100 دولة لكن هذا الغضب قد يزداد مع ارتفاع درجات الحرارة، إذ ينتج عن تراجع الخدمات تغير في المزاج وغضب متزايد.