بغداد: نافع الناجي
في إطار توجهات وزارة الزراعة لزيادة أعداد النخيل وتحسين إنتاجيَّة النخلة الواحدة والمحافظة على بعض الأصناف، دعا مزارعو التمور إلى تسهيل إجراءات التصدير الذي يوفر العملة الصعبة.
وتعدّ مزرعة الصقور في الديوانية إحدى مزارع النخيل النموذجية في العراق والتي تعتمد أسلوب الزراعة النسيجية للتقليل من هدر المياه.
وتمتد المزرعة على مساحةٍ تقدر بـ150 دونماً، وقد أنشئت في العام 2014 وتضم أنواعاً نادرة ومهمة من التمور لتشكل إضافة جديدة لقطاع إنتاج التمور العراقية.
يقول أبو معتز الصقري، مؤسس المشروع لـ"الصباح": إنَّ "تأسيس هذه المزرعة جاء لتكون من المزارع النموذجية في العراق، وبطرق عمل وزراعة مثالية وطرق ري حديثة تعتمد على التنقيط".
وعن أبرز التمور فيها، أوضح "البرحي، الخلاص، المجهول، الصقعي، أم الدهين، الزاملي، البلقاء، البريم والشويثي الأحمر".
ويضيف الصقري أنه بصدد إنشاء معمل لتعليب التمور وتجفيفها وتحضيرها للتصدير، فضلاً عن الشروع ببناء مخازن كبيرة مبرّدة لحفظ الكميات الضخمة المنتجة من مزرعته.
وناشد صاحب مزرعة الصقور الجهات المعنية تسهيل إجراءات التصدير وتيسير سبل الحصول على المعدات الزراعية والإنتاجية اللازمة لإنشاء مصانع تعليب التمور وإعفائها من الرسوم
الجمركية.
وتشهد زراعة النخيل انتعاشاً، حسب وزارة الزراعة بعد إضافة خمسة ملايين نخلة جديدة أسهمت برفع أعداد النخيل في العراق لتصل إلى نحو 22 مليوناً بعدما تدنت أعدادها إلى أقل من 10 ملايين نخلة في وقتٍ سابق، جعلت العراق يفقد مركزه المتقدم في صدارة البلدان المنتجة والمصدرة للتمور في العالم.
وأكدت الوزارة استمرارها بمنح إجازات إنشاء بساتين النخيل شرط استخدام أساليب الري الحديثة لتقليل الضائعات وهدر المياه في وقت تشهد البلاد جفافاً شديداً وشحاً في المياه.
إلى ذلك لفت رئيس المهندسين الزراعيين عامر جبار إلى أنَّ "العراق شهد خلال السنوات القليلة السابقة، تصدير كميات كبيرة من التمور وبخاصةٍ إلى دول الخليج"، وأوضح في حديثه لـ (الصباح) أنَّ "هذه الطفرة النوعية ساهمت في زيادة صادرات العراق وبالتالي تحقيق مردود اقتصادي كبير للبلد من خلال هذا
المحصول".
ورغم حديث وزارة الزراعة عن انتعاش بساتين النخيل إلا أنَّ قطاع الزراعة اليوم يواجه تحديات كبيرة بسبب الجفاف وكثرة العواصف الترابية التي أدت إلى تصحر كثير من المساحات الخضراء وانحسار ملايين الدونمات من الأراضي الزراعية وتلف أعداد ليست بالقليلة من بساتين النخيل وفقاً لبيانات الجمعيات الفلاحية.
رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في المثنى عواد عطشان الأعاجيبي، كشف عن إتلاف العديد من البساتين بسبب موجات الأتربة والعواصف الغبارية غير
المسبوقة.
وأضاف الأعاجيبي في تصريحٍ لـ(الصباح) "تسبب الجفاف بإتلاف العديد من بساتين النخيل بصورة عامة مما أدى إلى هلاكها، وكذلك العواصف الترابية غير المسبوقة والمناخ المتقلب خلال هذه السنوات الذي لم يمر على العراق مثله منذ عقود".