عقب فشل محاولة الانقلاب.. تجدد الخيار العسكري في فنزويلا

قضايا عربية ودولية 2019/05/01
...

كاركاس / وكالات
ما ان باءت محاولة الانقلاب ضد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بالفشل  امس الاربعاء حتى عادت دائرة الحديث الاميركية الى صيغتها القديمة والتي تجدد تهديدها بالغزو العسكري لاسقاط النظام الفنزويلي، وتعيين زعيم المعارضة الفنزويلي خوان غوايدو الذين اعلنوا دعمهم له منذ شهرين تمهيدا لعزل مادورو.
وبشأن الخيار العسكري أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أن أنظمة الصواريخ الروسية المضادة للطائرات التي تستخدمها القوات الفنزويلية لن تعرقل أي عملية عسكرية أميركية محتملة ضد الرئيس نيكولا مادورو.
وقال بومبيو ردا على سؤال بهذا الصدد لقناة سي أن إن: "أعتقد لا ينبغي على أحد ارتكاب خطء، أنه في حال اتخذت (الولايات المتحدة) مثل هذا القرار، في حال تم اختيار الحل العسكري، فسيكون الجيش الأميركي قادرا على تنفيذ العملية لتحقيق النتيجة التي يريدها الرئيس"  
ودعا زعيم المعارضة الفنزويلي خوان غوايدو الثلاثاء إلى انتفاضة عسكرية ضد الرئيس نيكولاس مادورو بينما تبادلت فصائل مسلحة إطلاق النار خارج قاعدة جوية في كراكاس، بينما وصف وزير الدفاع فلاديمير بادرينو هذا الحدث بأنه "تحرك انقلابي". 
في المقابل أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو "إفشال انتفاضة عسكرية" نفذتها ضد حكمه مجموعة صغيرة من العسكر المؤيدين لخصمه زعيم المعارضة خوان غوايدو، متوعدا المتورطين في هذه "المحاولة الانقلابية" بملاحقات جزائية.
وفي خطاب بث عبر التلفزيون والراديو واستمر زهاء الساعة هنأ مادورو القوات المسلحة على "إفشالها المجموعة الصغيرة التي كانت تعتزم إشاعة العنف من خلال هذه المناوشات الانقلابية"، مؤكدا أن "المدعين العامين سيطلقون ملاحقات جزائية بالجرائم الخطيرة التي ارتكبت ضد الدستور ودولة القانون والحق في السلام".
وبحسب مادورو فإن خمسة جنود وثلاثة شرطيين أصيبوا بالرصاص في اشتباكات دارت بينهم وبين متظاهرين مؤيدين لغوايدو.
من جهة أخرى، نفى مادورو ما أعلنه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو من أن الزعيم الاشتراكي كان على وشك الفرار من بلده  للعيش منفيا في كوبا لو لم تثنه روسيا عن ذلك.  
وجاء خطاب مادورو بعيد ساعات من تصريح أدلى به بومبيو لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية وقال فيه إن "طائرة (مادورو) كانت على المدرج وكان جاهزا للمغادرة هذا الصباح بحسب ما علمنا، لكن الروس أشاروا عليه بضرورة البقاء".  
وقال مادورو ضاربا على الطاولة: "لم تشهد الولايات المتحدة من قبل مثل هذه الحكومة المجنونة… بولتون، وبينس، وبومبيو… كم من الحقد والكراهية في نفوسهم… إلى أي مستوى يمكن أن يصل عدم الإحساس، والجنون، والكذب، والتلاعب؟ في المساء قال بومبيو، إن لدى مادورو طائرة جاهزة للانطلاق ولكن الروس منعوه من مغادرة البلاد… من فضلك لا تتمادى في التفاهة يا سنيور"، وذلك حسب "CNN" الأميركية.  
 
عقوبات جديدة
اما عن  موقف واشنطن  فقد هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب كوبا بفرض عقوبات جديدة على أعلى مستوى، على خلفية الوضع في فنزويلا.
وحسب "رويترز" قال ترامب: إن الولايات المتحدة ستفرض على كوبا عقوبات وحظرا إذا واصلت دعمها العسكري لحكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
وأضاف ترامب "إذا لم تقم القوات والميليشيات الكوبية فوراً بوقف العمليات العسكرية وغيرها بهدف تدمير دستور فنزويلا، فسيتم فرض حظر كامل وشامل، إلى جانب فرض عقوبات على أعلى المستويات، على جزيرة كوبا".
وقال ترامب في تغريدة "نأمل أن يعود جميع الجنود الكوبيين فوراً وبسلام إلى جزيرتهم ".  
وفي سياق الحديث عن العقوبات وعد جون بولتون مستشار شؤون الأمن القومي بالبيت الأبيض، بأن تبحث الولايات المتحدة رفع العقوبات عن مسؤولين وعسكريين فنزويليين، إذا دعموا المعارضة.
وقال في تغريدة على تويتر: "تنظر الولايات المتحدة في إمكانية رفع العقوبات عن المسؤولين والعسكريين الفنزويليين، الذين يتخذون خطوات محددة لدعم الديمقراطية والحرية في فنزويلا".
وأضاف: "ينبغي على أصدقاء مادورو قبول مقترحات الرئيس المؤقت غوايدو العفو عنهم والعمل معنا لضمان مستقبلهم".
وكان بولتون، قال: إن الولايات المتحدة تريد تداولا سلميا للسلطة في فنزويلا، مشيرا إلى أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة.
وقال بولتون، في مؤتمر صحفي، "نريد بشكل رئيس نقلا سلميا للسلطة، لكنني سأقول مرة أخرى:  رئيس فنزويلا  نيكولاس مادورو وأولئك الذين يدعمونه، وخاصة أولئك الذين ليسوا فنزويليين، يجب أن يعلموا أن جميع الخيارات مطروحة". 
واصفا انتفاضة زعيم المعارضة في فنزويلا، خوان غوايدو، بأنها "ليست انقلابا عسكريا".
 وكان زعيم المعارضة في فنزويلا خوان غوايدو أعلن من أمام قاعدة جوية في كاركاس عن لقاء جمعه مع عدد من قادة الوحدات في القوات المسلحة الفنزويلية، لإنهاء حكم الرئيس الحالي نيكولاس مادورو.
وكتب غوايدو، في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، "شعب فنزويلا بدأ الآن في إنهاء القمع، في هذه الأثناء أنا اجتمع مع قادة رئيسين في قواتنا المسلحة لبدء المرحلة الأخيرة من عملية الوصول إلى الحرية".
كما دعا غوايدو الشعب الفنزويلي للنزول إلى الشوارع والاحتجاج، وكتب "للشعب الفنزويلي، نحن سننزل الآن إلى الشوارع، والقوات المسلحة ستسمر في الانتشار حتى نعزز من قواتنا لنهاية الاعتداء على بلادنا، لا رجعة" .  
 
موقف اوروبي
 في المقابل أعلنت الممثلة العليا للسياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، أن الاتحاد الأوروبي يرفض أي شكل من أشكال العنف ويدعو إلى ضبط النفس إلى أقصى حد من أجل تجنب الخسائر في الأرواح وتصاعد التوتر في فنزويلا. 
وجاء في بيان صادر عن الممثلة: "نكرر التأكيد على أنه لا يوجد سوى طريق سياسي وسلمي وديمقراطي للخروج من الأزمات التي تواجه البلاد، ويرفض الاتحاد الأوروبي أي شكل من أشكال العنف ويدعو إلى ضبط النفس إلى أقصى حد لتجنب الخسائر في الأرواح وتصعيد التوتر".
كما أشار البيان إلى أن الاتحاد الأوروبي "سيواصل بذل كل جهد ممكن لاستعادة الديمقراطية وسيادة القانون من خلال انتخابات حرة ونزيهة وفقا لدستور فنزويلا".
من جانب آخر أعرب رئيس بوليفيا إيفو موراليس عن أسف بلاده لأن بعض الدول، لا تزال تدعم الولايات المتحدة، رغم وقوفها وراء محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في فنزويلا .
وأضاف موراليس في تغريدة على تويتر: "تعرض ترامب للفشل مجددا في انقلابه العدواني. للأسف هناك مجموعة من الحكومات أخطأت وقامت بتأييد الانقلاب، يجب دائما المراهنة على السيادة والسلام... لقد أكد شعب فنزويلا بثقة أنه يسير على هذا الطريق ونحن ندعم أي مبادرة للحوار".  
وشهدت فنزويلا خلال الشهرين الماضيين أزمة سياسية حادة بعد أن نصب غوايدو نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد بدعم من واشنطن، وذلك في ضوء الاحتجاجات ضد الرئيس الشرعي، نيكولاس مادورو، والمستمرة منذ الـ26 من كانون الثاني الماضي.
وفي تصعيد للأحداث التي تشهدها فنزويلا، حاولت قوات الأمن تفريق أعمال شغب أمام قاعدة لا كارلوتا الجوية، التي كان زعيم المعارضة، الذي أعلن نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد، خوان غوايدو، قد دعا منها، الجيش للانضمام إليه، في مسعى للإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو.